خبراء المستهلك يحذرون من خدع المتاجر الإلكترونية خلال موسم تخفيضات اليوم الوطني!

التسوق الذكي في العروض التجارية

مع قدوم اليوم الوطني السعودي والعديد من المناسبات المماثلة، تشتعل فعالية التخفيضات في المتاجر والمواقع الإلكترونية، حيث تروج تلك المنصات لصفقات مغرية تستقطب حماس المستهلكين. هذه الأجواء الاحتفالية التنافسية تشجع الناس على التسوق واستغلال الفرص المتاحة. لكن يجب التنبه إلى أن ليس كل ما يلمع ذهبًا.

الممارسات التسويقية الخادعة

على الرغم من تلك العروض، إلا أن هناك ممارسات تسويقية قد تكون مضللة، تستهدف المستهلكين دون أن تقدم لهم فائدة حقيقية، مما يجعلهم يشعرون بأنهم يحصلون على صفقة جيدة، بينما يتضح لاحقًا أن الأمر مختلف تمامًا. ومن أبرز تلك الخدع هو رفع الأسعار قبل التخفيضات، ليظهر السعر بعد الخصم وكأنه صفقة مغرية، رغم أنه قريب من السعر العادي الذي اعتاد عليه المستهلك. هذا الأمر يؤدي إلى تضليل المستهلكين ويجعلهم يعتقدون أنهم يتحصلون على توفير مالي كبير، بينما في الواقع لا يحصلون على أي خصم حقيقي.

كما يلجأ بعض التجار لخلق فترات زمنية قصيرة للعروض، مما يضغط على المستهلك لاتخاذ قرارات شراء سريعة، مما يجعله يشعر بالتوتر والخوف من تفويت الفرصة. فهذا السلوك قد يدفعه للشراء دون تفكير، ليكتشف لاحقًا أنه لم يحصل على ما كان يعتقد أنه صفقة جيدة، بل كان في الحقيقة فخًا للتسويق.

وتنطوي العروض المعلنة أيضًا على عبارات جذابة، مثل “خصومات تصل إلى 70%”، بينما غالبًا ما لا تتجاوز الخصومات الفعلية 20% بالعديد من المنتجات، حيث تذهب النسبة الكبيرة لبضائع غير مرغوبة، مما يضطر المستهلك لشراء سلع بأسعار أعلى من المتوقع.

في المتاجر الإلكترونية، قد تظهر الأسعار المنخفضة في البداية، ولكن يتم إضافة رسوم توصيل أو ضرائب ترفع السعر النهائي بشكل كبير، مما يسبب صدمة للمستهلكين عند وصول الفاتورة النهائية. لذا، يتوجب على المستهلكين توخي الحذر وقراءة تفاصيل العروض بشكل دقيق لتجنب أي رسوم غير متوقعة.

تتضمن الأساليب التسويقية المضللة أيضًا “الندرة المصطنعة”، مثل الإشعارات التي تشير إلى أن عدد القطع المتبقية قليل، مما يشكل ضغطًا نفسيًا على المشتري ويدفعه للإسراع في اتخاذ قراره. وبالتالي يقع الكثيرون في مآزق نتيجة لهذه الضغوطات المتراكمة.

لتفادي الوقوع في فخ هذه الخدع، ينصح الخبراء بأن يأخذ المستهلكون وقتهم لمقارنة الأسعار بين المتاجر المختلفة، مما قد يوفر لهم المال ويتيح لهم اتخاذ قرارات شراء أكثر وعياً بناءً على معلومات دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم قراءة تفاصيل العروض بدقة والانتباه لشروط الاسترجاع والتوصيل، لأنها قد تؤثر على قرار الشراء.

أيضًا، يجب التحقق من تقييمات المنتجات والمتاجر عبر المنصات الموثوقة، حيث توفر هذه التقييمات نظرة حقيقية على جودة المنتج ومصداقية المتجر، مما يساعد المستهلكين في اتخاذ قرارات أكثر حكمة. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة التجارة عن مجموعة من الضوابط التي تهدف إلى تنظيم التخفيضات التجارية للحد من العروض الوهمية وحماية المستهلك، وذلك ضمن خطوات الوزارة المستمرة لتحسين القطاع التجاري.

تتضمن الضوابط الجديدة إلزام المنشآت بالحصول على ترخيص رسمي قبل الإعلان عن التخفيضات، بالإضافة لعرض هذا الترخيص بطريقة تتيح للمستهلك التحقق من صحة العرض. كما تؤكد الوزارة على أهمية الالتزام بالعروض الحقيقية وتوضيح نسبة الخصم بدقة لضمان عدم حدوث أي نوع من الغش.

وتفرض الضوابط أيضًا أن توضح المتاجر الأسعار قبل وبعد الخصم، مما يعزز الشفافية ويسمح للمستهلكين بالمقارنة. بالإضافة إلى ذلك، تلتزم الوزارة بحماية حقوق المستهلك من خلال الإفصاح عن سياسات الاسترجاع والاستبدال والضمانات، مما يوفر الأمان ويعزز الثقة في السوق. وتستمر الوزارة في القيام بجولات رقابية لضمان إرساء القواعد ومتابعة تنفيذ القوانين لضمان حقوق المستهلكين.