الهجوم على حزب الله اللبناني
في تصريحات قوية، انتقد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية، الدكتور معمر الإرياني، حزب الله اللبناني بشدة، مشيرًا إلى أنه يمثل “ذراعًا إيرانية عابرة للحدود”. وأكد أن ادعاءاته حول توجيه سلاحه حصريًا ضد إسرائيل هي “أكاذيب” تخالفها الحقائق التاريخية والمعطيات على الأرض.
انتقادات شديدة من الإرياني
وجاءت تصريحات الإرياني ردًا مباشرًا على دعوة الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الذي دعا مساء الجمعة المملكة العربية السعودية لفتح “صفحة جديدة” تقوم على الحوار لمعالجة الخلافات السابقة. ورأى الإرياني أن هذا الأمر محاولة للتغطية على فشل المشروع الإيراني في المنطقة.
وفي حديث صحفي مفصل، قال الإرياني: “التاريخ القريب وخطاباتهم الموثقة تفضح زيف ادعاءاتهم. كيف يمكن أن نصدّق أنهم يستهدفون إسرائيل فقط، في حين رأيناهم يهاجمون اليمن وحكومته الشرعية، ويشنون حملات إساءة شعواء ضد المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى دورهم في دعم الحوثيين عسكريًا ولوجستيًا في انقلابهم في صنعاء”.
وشدد الوزير اليمني على أن حزب الله لم يكن مجرد مراقب أو داعم معنوي للحوثيين، بل كان “العقل المدبر والداعم الأكبر” للانقلاب الذي شهدته اليمن عام 2014، مؤكدًا أن الشعب اليمني لن ينسى ولن يغفر للعبة إيران وحزب الله في “إزهاق أرواح مئات الآلاف من اليمنيين” وتحويل البلاد إلى بؤرة تهديد للأمن الإقليمي والدولي.
وبشأن دعوة الحوار مع السعودية، اعتبر الإرياني أن محاولة حزب الله الأخيرة ما هي إلا “اعتراف بفشل مشروعه التوسعي الطائفي”، ووصفها بأنها “هروب يائس” من الضغوط الداخلية والانكسارات التي يواجهها الحزب. واعتبر هذه الدعوة غير مقبولة، إذ تأتي بعد أيام من التدخلات والتخريبات في شؤون الدول العربية، وبعد أن تكشفت الأهداف الحقيقية لحزب الله، والتي تتجاوز مفهوم “المقاومة”.
وأكد الإرياني أن السعودية ستظل “قلعة العرب وحصنهم المنيع”، مشددًا على دورها في الدفاع عن الأمن القومي العربي، ومنع أي طرف من تهديد استقرار المنطقة. وأعرب عن اعتقاده بأن المملكة تمتلك الحكمة والرؤية التي تميز بين من يتحدث عن “المقاومة” لأغراض غير وطنية، وبين من يدافع عن قضايا الأمة بحقيقة وإخلاص.
هذا وقد جاء رد الإرياني في وقت يتجه فيه الوضع الإقليمي للتغير، وخاصة بعد دعوة قاسم للحوار مع السعودية بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال قائد عسكري في الحزب. حيث اقترح قاسم ثلاثة أسس للحوار تتعلق بمعالجة التوترات الحالية وتجميد الخلافات المرتبطة بمواجهة إسرائيل. ومع ذلك، فإن هذه الدعوات توحي بأنها محاولة للتقليل من عزلتهم المتزايدة في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة.
تعليقات