حكم اليمين في البيع والحديث اليومي: الحلفان وما يتطلبه الشرع

الحلفان في كل مكان… تعرف على حكم الأيمان في البيع والحديث اليومي

حكم الأيمان في البيع والحديث اليومي

تعتبر اليمين من الممارسات الشائعة في حياتنا اليومية، حيث نلاحظ الأشخاص يدلون بأيمانهم حول أمور متعددة، سواء في المجال التجاري أو في الحديث العابر، بينما يفتقر الكثير منهم إلى الوعي التام بحكم هذه الأفعال في الشريعة الإسلامية. يعد اليمين في الإسلام له شروط وضوابط محددة. لذلك سنسلط الضوء على أهم الأحكام الشرعية المتعلقة باليمين.

تعهدات باليمين

اليمين في اللغة تعني الحلف أو القسم على أمر معين، بينما في الشرع تُعرف بأنها قول يربط الشخص نفسه بالله في مسألة معينة، ويكون مطالَبًا بالصدق في أقواله؛ فاليمين ليست مجرد كلمات بل هي التزام بين العبد وربه. من حيث الأحكام الشرعية، تنقسم الأيمان إلى عدة أنواع تهتم بأثرها ونتائجها. منها يمين الغموس، وهو الحلف كذبا، ويجب الكفارة عنه. ثم يمين اللغو، وهو اليمين غير المقصود به الجزم، ولا يُعتبر ملزما شرعًا. كما نجد يمين الصدق التي تؤكد صدق القول، وهي مشروعة، وأخيرًا يمين الغرور، التي تتعلق بحقوق الآخرين، ويجب على الشخص الوفاء بها.

فيما يتعلق بالأحكام الخاصة بالأيمان أثناء البيع، يمكن أن يُستخدم الحلف لزيادة الثقة بين البائع والمشتري، شريطة أن يكون هذا الحلف صحيحًا. إذا حلف أحد الطرفين على شيء غير صحيح أو محاولة لتحايل، فإن ذلك يعد يمينًا باطلة. في المقابل، في الحياة اليومية، يجب الحذر من الحلف على أمور تافهة أو غير مؤكدة، إذ يعد حلف الكذب مكروهًا، وقد يتجاوز إلى كونه حرامًا. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حذر من كثرة الحلف، موضحًا أن ذلك قد يسهم في تآكل الثقة بين الناس.

تعويضات اليمين

أشارت الفتوى إلى ضرورة الالتزام باليمين وعدم استخدامها في أمور تافهة أو كاذبة. يجب أن يكون الحلف في قضايا تتطلب الجزم، مع التأكيد على أهمية الصدق، بعيدًا عن الحلف الدائم في القضايا الشخصية. في حالة الحلف الباطل، يتعين على الشخص دفع الكفارة التي تشمل إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة. وإن كان الأمر غير ممكن، فالصيام لمدة ثلاثة أيام يكون بديلاً عن ذلك، كوسيلة لتكفير الحلف الباطل.