وكيل المخابرات السابق يروي أسرار حوار القاهرة لتوحيد الفصائل الفلسطينية

اللواء محمد إبراهيم الدويري يكشف تفاصيل مهمة حول الأحداث الفلسطينية

قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن اجتياز الحدود المصرية من قِبل حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية في 25 يناير 2008 كان له تأثير سلبي بالغ، وأدى إلى تجميد مؤقت للدور المصري في الملف الفلسطيني.

التحركات المصرية لتخفيف التوتر

وأوضح الدويري، خلال لقاء خاص ببرنامج “الجلسة سرية” مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن هذا الحدث “أثار غضبًا واضحًا في القيادة المصرية، مما استدعى تهدئة الموقف لفترة قصيرة، وبعد بضعة أسابيع، عادت القاهرة لتحريك جهود الوساطة، وأطلقنا ما سُمي بـ ‘حوار القاهرة 2008′”. وأشار إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية، بلا استثناء، بما في ذلك فصائل المقاومة، كانت مدعوة للمشاركة في هذا الحوار.

وأضاف: “قمنا بصياغة ورقة تفاهم فلسطينية–مصرية أكدت على عدة مبادئ أساسية، أبرزها حرمة الدم الفلسطيني، الذي أُريق للأسف خلال أحداث الانقسام الداخلي وانقلاب حماس في عام 2007”. وتركز النقاش على أهمية الحوار كوسيلة لحل الخلافات وضرورة إعادة وحدة الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى إحياء مفهوم اللحمة الوطنية.

وأشار الدويري إلى اتخاذ خطوات سريعة، حيث كان هناك إدراك بأن التأخير سيجعل من الصعب استعادة التوافق بين الفصائل. وقال: “انطلقت مصر في هذا التحرك رغم حالة الغضب السائدة في الأوساط الرسمية، من منطلق أن استقرار القضية الفلسطينية يُعتبر جزءًا من الأمن القومي المصري”.

وأوضح أن الجهود خلال تلك الفترة كانت تهدف أيضًا إلى التوصل إلى صيغة لتشكيل حكومة وفاق وطني تضم الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد على أهمية الربط بين الموقف الداخلي الفلسطيني والمفاوضات مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن فصل أي تحرك داخلي عن المسار السياسي الأوسع”.