حزب الله يدعو السعودية إلى تعزيز العلاقات وفتح صفحة جديدة في مواجهة خلافات الماضي

دعوة حوارية من حزب الله إلى السعودية

وجه الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم الجمعة، دعوة إلى المملكة العربية السعودية لفتح صفحة جديدة من التفاهم والحوار، بهدف معالجة الخلافات التاريخية والصياغة المشتركة لرؤية مستقبلية. جاءت هذه التصريحات خلال كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال قائد المجلس العسكري للحزب، إبراهيم عقيل، حيث شارك في الكلمة عدد من قيادات وحدة الرضوان، في 20 سبتمبر 2024.

مبادئ جديدة للتواصل مع الرياض

طرح قاسم خلال كلمته ثلاثة مبادئ لتأسيس الحوار مع السعودية. المبدأ الأول يتعلق بمعالجة المشاكل الراهنة وتبديد المخاوف المتبادلة بين الطرفين. أما المبدأ الثاني فينطلق من حقيقة أن العدو الحقيقي هو إسرائيل وليس المقاومة. وأما الثالث، فهو دعوة لوقف النزاعات الماضية بصورة مرحلية، والتركيز على مواجهة العدوان الإسرائيلي.

وشدد قاسم على أن سلاح حزب الله موجه بشكل حصري ضد إسرائيل، وليس ضد السعودية أو أي دولة أخرى، مؤكدًا أن مواصلة الضغوط على المقاومة تعود بالنفع على إسرائيل وتزيد من المخاطر التي تواجه الدول في المنطقة. كما أشار إلى أن الأوضاع الإقليمية قد دخلت مرحلة جديدة عقب الهجوم الإسرائيلي على قطر في 9 سبتمبر الجاري، الذي استهدف قيادة حركة حماس في الدوحة. وذكر أن أهداف إسرائيل تتجاوز فلسطين ولبنان، لتشمل دولًا عربية أخرى مثل الأردن ومصر وسورية والعراق والسعودية واليمن، بالإضافة إلى إيران.

وفي سياق حديثه عن الأوضاع الداخلية في لبنان، دعا قاسم القوى السياسية، حتى تلك التي تصل خلافاتها مع الحزب إلى مستوى الخصومة، إلى توخي الحذر وعدم تقديم خدمات مجانية لإسرائيل. وأكد أن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مطالبًا بضرورة وضع أولوياتها في وقف العدوان الإسرائيلي وطرد الاحتلال وبدء إعادة الإعمار.

كما أكد استعداد حزب الله للوقوف إلى جانب الجيش اللبناني في مواجهة الاعتداءات، مشيدًا بمواقف رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام إزاء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب. تأتي كلمة قاسم في ظل الضغوط المتزايدة على الحزب سواء من الداخل أو الخارج، خاصة بعد المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي توماس باراك في يونيو الماضي، والذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة مقابل انسحاب إسرائيل من بعض النقاط الحدودية وإطلاق الأموال لإعادة إعمار المناطق المتضررة.

تجدر الإشارة إلى أن السعودية تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، نظرًا لما تصفه بمحاولات الحزب لزعزعة الاستقرار وتهريب المخدرات إلى دول الخليج، بالإضافة إلى استهداف أراضيها عبر حلفائه، في حين يتهم الحزب الرياض بالتدخل في الشأن اللبناني ودعم قوى سياسية معارضة له.