صناعة الفيانس في عهد الملك أمنحتب الثالث
شهدت صناعة الفيانس تطوراً كبيراً خلال فترة حكم الملك أمنحتب الثالث، الذي يُعتبر أحد أعظم ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حيث استمر حكمه من حوالي 1388 إلى 1351 قبل الميلاد. يعد هذا العصر من الفترات الزاهية في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ولعل أبرز ما يميزها هو الإبداع في الفنون والحرف، وخاصة صناعة الفيانس التي كانت تُستخدم في العديد من الأغراض، سواء كقطع تزيينية أو كأدوات للاستخدام اليومي.
الحرف اليدوية في زمن الملك أمنحتب الثالث
كان الفيانس شائعاً جداً في البلاط الملكي، حيث يُعتبر إناء صغير مصنوع من الفيانس الأبيض، والذي يتميز بجسمه الكروي العنق الضيق، واحداً من أبرز القطع المعروضة في المتحف المصري بالقاهرة ضمن مجموعة خاصة بالملك أمنحتب الثالث. تم تزيين هذا الإناء بزخارف مزدوجة على كتفه، تعكس فنون تلك الفترة من خلال الألوان الزرقاء والحمراء الجذابة. تتضمن الزخرفة عناصر ورقية مجردة تتسم بجمال التصميم الذي يعكس براعة الحرفيين في تلك الحقبة. تحتوي التركيبة على الكوبالت والنحاس، مما يظهر التقدم والابتكار في تقنيات تصنيع الفيانس.
تحت الإطار الزخرفي للإناء، نجد نقشاً يحمل أسماء وألقاب الملك أمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي، مما يضيف قيمة تاريخية لهذا العمل الفني. رغم أن مصدره الأصلي غير معروف، إلا أن هذا الإناء يُعتبر نموذجاً حقيقياً لفن الفيانس المصري القديم، ويعكس الأسلوب الفريد الذي كان سائداً في تلك الفترة.
يحتوي المتحف المصري بالقاهرة أيضاً على مجموعة من اللوحات الجدارية الرائعة التي تم ترميمها بعناية، لتعيد لنا الروح التاريخية والفنية لعصر الملك أمنحتب الثالث، مما يلقي الضوء على الإبداع الذي ميز تلك الحقبة. تعرض هذه الآثار في القاعة 13 من المتحف، حيث يمكن للزوار استكشاف جانب من حضارة قديمة غنية بالتفاصيل والجماليات.

الإناء الأثري
يعتبر هذا الإناء بمثابة نموذج مميز لتنمية الفنون في عصر الملك أمنحتب الثالث، ويسلط الضوء على استخدام الفيانس في المجتمعات القديمة وأثره في التاريخ المصري.
تعليقات