بغداد وأربيل: شراكة أمنية تاريخية تعيد الوحدة بعد سنوات من الفراق

التعاون الأمني بين بغداد وأربيل

أكد الخبير الأمني الكردي سعيد مصطفى، يوم الخميس (18 أيلول 2025)، أن التعاون بين بغداد وأربيل قد بلغ مستويات غير مسبوقة، مما أسهم في استقرار الوضع الأمني ومكافحة الجريمة بشكل فعال.

التنسيق الأمني الفعال

أشار مصطفى في تصريحاته إلى أن المرحلة الحالية تشهد تعاوناً غير معهود بين الأجهزة الأمنية الاتحادية ونظيراتها في إقليم كردستان، مما ساهم في إحباط العديد من العمليات الإرهابية والجريمة، واعتقال العشرات من المشتبه بهم. كما أوضح أن هذا التعاون يتضمن تبادل مستمر للمعلومات والبيانات الأمنية، مما يعزز من فعالية الإجراءات المتخذة.

وأضاف أن “في السابق، كان عدد من المطلوبين والمجرمين يتوجهون إلى الإقليم لغرض الاختباء، ولكن بفضل هذا التنسيق الأمني وتبادل البيانات بين الأجهزة، أصبح يتم القبض عليهم في وقت قصير وتسليمهم للسلطات المختصة.” ورأى أن هذا التطور قد غيّر من الأسلوب المتبع في التعامل مع الجرائم العابرة بين بغداد وأربيل.

كما أشار إلى تحقيق نتائج إيجابية في مجال مكافحة المخدرات، مما يدل على تنسيق أمني متقدم لم يكن موجوداً بهذا المستوى منذ فترة طويلة. وذكر أن هذه النتائج تعكس الجدية لدى الطرفين في تطوير شراكة أمنية مستقرة وطويلة الأمد.

قد شهدت العلاقات الأمنية بين بغداد وأربيل تقلبات على مدى السنوات الماضية. فبعد التعاون الوثيق في الحرب ضد داعش خلال الفترة من 2014 إلى 2017، تراجع مستوى التنسيق نتيجة أزمة الاستفتاء الكردي في أيلول 2017 وما تبعها من توترات سياسية وعسكرية في المناطق المتنازع عليها. ومع بداية عام 2020، بدأت الجهود في إعادة بناء الثقة من خلال تشكيل مراكز للتنسيق المشترك، وشهد الملف الأمني في العامين الأخيرين قفزة نوعية، خاصة في الجهود الهادفة إلى مكافحة شبكات المخدرات.

ويشير المراقبون إلى أن هذا الملف أصبح أكثر أهمية بعد الكشف عن محاولات تهريب شحنات المخدرات من السليمانية إلى دول إقليمية، وصولاً إلى السعودية، ما جعل التعاون بين بغداد وأربيل ضرورة استراتيجية لضبط الحدود الداخلية ومنع استغلالها من قبل شبكات الجريمة المنظمة.