التفكيك المنهجي للحلم الفلسطيني
تتناول التقارير الأخيرة خطوات إسرائيل المستمرة التي تهدف إلى تفكيك ما تبقى من “حلم الدولة الفلسطينية”، حيث تسلط الأضواء على تصاعد العمليات العسكرية والانتهاكات في الضفة الغربية المحتلة. تكشف العديد من المصادر الإعلامية عن كيفية تقويض إسرائيل للبنية التحتية السياسية التي تم تأسيسها خلال العقود الماضية، في سياق مذكرة بماضي معارك جنين التي وقعت في عام 2002، والتي تكبد فيها الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح.
إجراءات متزايدة لتهجير الفلسطينيين
وفقاً للتقارير، فإن القوات الإسرائيلية أصبحت تستهدف بشكل متكرر المناطق الفلسطينية، في إطار حملات عسكرية تستهدف القضاء على وجود أي مقاومة. وقد وجهت الصحف الانتباه إلى أن السكان المحليين قد تعرضوا للتشريد، فما تبقى من الآخرين يعاني من أوضاع معيشية قاسية في خيام ومدارس. وقد تحولت السيطرة على المخيمات الفلسطينية إلى حالة شبه كاملة، حيث تزايدت الحوادث التي يُسمح فيها للجنود الإسرائيليين بالتجول بحرية وسط الأنقاض.
تتناول التقارير أبعاد اتفاقيات أوسلو التي كانت تهدف إلى توفير إطار لحكم ذاتي فلسطيني، ولكنها انتُقدت من قبل اليمين الإسرائيلي الذي اعتبرها خيانة لفكرة الدولة الفلسطينية. ومن هنا، فإن اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش، يسعى إلى ملاحقة أي أمل لفكرة الدولة الموعودة، حيث يهددون بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية في مواجهة محاولات دول أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية في المحافل الدولية.
الأحداث الراهنة تمثل أكثر من مجرد تبادل عسكري، بل تشكل عملية ممنهجة تسير نحو إلغاء أي أثر للهوية الفلسطينية. فعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على توقيع اتفاقيات أوسلو، إلا أن آثارها لا تزال قائمة، ولكنها تتعرض للتهديد بشكل متزايد تحت حكم الحكومة الإسرائيلية الحالية. وبينما تتجه أنظار الدول الكبرى نحو مساعي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يبقى الواقع على الأرض مقلقاً، حيث يتواصل استهداف بنية المجتمع الفلسطيني وإحباط الآمال المتعلقة بمستقبل مستقر له.
تعليقات