أهمية السلامة النفسية للأطفال
أكد مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض، الأهمية الكبيرة للصحة النفسية للأطفال بجانب صحتهم الجسدية، حيث تُعتبر جزءاً أساسياً من استقرارهم النفسي وشعورهم بالأمان، وقدرتهم على التواصل الفعّال وتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية الضرورية لحياة صحية وسعيدة. هذه التوجهات تأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2025م، الذي يحمل شعار “رعاية آمنة لكل مولود وطفل”.
السلامة النفسية للطفل: مكون أساسي للصحة العامة
وأشار استشاري الطب النفسي، الدكتور عبد الإله بن خضر العصيمي، إلى أن التطور النفسي والسلوكي للأطفال يبدأ من مراحل مبكرة من حياتهم، حيث يواجه الأطفال عدة مراحل من النمو تتقاطع فيها العوامل النفسية مع العصبية والجسدية، مما يؤدي إلى تأثيرات محددة تتشكل نتيجة لعوامل وراثية وبيئية واجتماعية. من المهم الانتباه إلى أن مؤشرات الصحة النفسية قد تظهر مبكراً، وقد تستمر آثارها لسنوات طويلة، حيث أظهرت بعض الدراسات أن علامات الاضطرابات قد تكون واضحة منذ الطفولة المبكرة، قبل دخول المدرسة، ومنها التوحد، وفرط الحركة، والاضطرابات النمائية الأخرى.
توجد مخاطر عديدة قد تؤثر على صحة الأطفال النفسية والجسدية، تشمل العنف بأنواعه، والإهمال، والاستغلال، بالإضافة إلى تعرضهم لحوادث وإصابات متنوعة، ومخاطر مثل التسمم والعدوى. يتطلب الأمر منهجاً شاملاً يرعى السلامة النفسية للأطفال بما في ذلك توفير بيئة داعمة وآمنة، تحفز الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وتابع الدكتور العصيمي بأن تعزيز الصحة النفسية يتطلب أيضاً الاهتمام بالآباء والأمهات خلال فترة الحمل وما بعدها، لضمان توفير الرعاية النفسية اللازمة لهم وللطفل. وأكد على أهمية الاكتشاف المبكر للتأثيرات النفسية، وأن التدخلات العلاجية المبكرة تلعب دوراً مهماً في تحسين حالة الأطفال النفسية وتقليل حدة الاضطرابات. من الضروري التعرف على علامات تشير إلى حدوث مشكلات مثل الحزن أو اليأس المستمر، والكوابيس، والغضب المتكرر، مما يستدعي تدخل المختصين في الوقت المناسب.
التدخلات العلاجية تشمل استخدام مقاييس عديدة، والعلاج السلوكي، والعلاج الأسري، وتشجيع إشراك الوالدين في العملية العلاجية لضمان نجاحها، وفي بعض الحالات الشديدة قد تكون الأدوية جزءاً من خطة العلاج لتخفيف الأعراض السيئة. برهان على أهمية الصحة النفسية للأطفال، يتطلب الأمر تعاوناً مستمراً بين الأسرة والأخصائيين لضمان نشأتهم في ظروف صحية وآمنة.

تعليقات