الأحلام تتحقق: تاريخنا يبني مستقبل السعودية الزاهر

اليوم الوطني: احتفال بالتطور الاقتصادي

«اليوم الوطني» ليس مجرد مناسبة للاحتفال بتاريخ توحيد المملكة، بل هو تجسيد لمسيرة متجددة من الطموح والإنجاز. إنها رحلة تنموية استثنائية حولت الأحلام إلى إنجازات ملموسة، وجعلت من المملكة نموذجاً عالمياً في استثمار إمكاناتها الاقتصادية وتحويلها إلى قصص نجاح سعودية متتالية. تسير «رؤية 2030» كخارطة طريق تنموية تعتمد على التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، وقد أثبتت أرقام النمو بوضوح نجاح هذه الخطة. كانت الأنشطة الاقتصادية غير النفطية على موعد مع نمواً إيجابياً بلغ 6.1% في عام 2024. هذا النمو غير المسبوق رفع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 2.04 تريليون ريال سعودي، مما يعكس نجاح جهود تنويع مصادر الدخل وتفعيل دور القطاع الخاص.

ذكرى وطنية: إنجازات وتحولات اقتصادية

ترجمت هذه الإصلاحات إلى جذب غير مسبوق للاستثمارات الأجنبية، فأصبحت المملكة وجهة عالمية للفرص، وبلغ متوسط تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 122 مليار ريال سعودي للفترة من 2021 إلى 2023، وهو ما يمثل 82% من إجمالي ما تحقق خلال العقد السابق. يعزز هذا التقدم الثقة العالمية في الاقتصاد السعودي، ويؤكد على مكانته كقوة استثمارية ناشئة. يسير الاقتصاد السعودي بخطى واثقة نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة المالية. توقعت وزارة المالية نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.6% وفق تقديراتها، بينما جاءت توقعات صندوق النقد الدولي عند 5.4%، ما يعكس ثقة المؤسسات الدولية في قوة الاقتصاد السعودي. أشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى نمو متوقع بنسبة 3.5%، والبنك الدولي بنسبة 3.4%، مما يدل على أن المملكة تتصدر المشهد الاقتصادي الإقليمي والعالمي.

أحد أبرز ما يميز هذه المسيرة الاقتصادية هو النمو المتسارع للقطاعات غير النفطية، حيث سجلت ارتفاعاً بنسبة 3.9% في 2024 مقارنة بالعام الذي قبله، بفضل توسع الاستثمارات في مجالات السياحة والتقنية والخدمات اللوجستية. وقد نجحت المملكة في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 77.6 مليار دولار حتى نهاية 2024، مما يعزز مكانتها كوجهة استثمارية عالمية. تجاوزت المملكة مستهدفات معدل البطالة بين السعوديين قبل الموعد المحدد، حيث تحسن المعدل وبلغ 7.7% بنهاية عام 2023. هذه الإنجازات تعكس نتيجة مباشرة لتوسع القطاعات الاقتصادية وتوليد فرص وظيفية جديدة للشباب السعودي.

تمثل ذكرى اليوم الوطني هذا العام احتفالاً بإرادة أمة انتقلت من الاعتماد على مصدر واحد للدخل إلى اقتصاد حيوي ومتنوع. عندما يرفع السعوديون راية الفخر بوطنهم، فإن العالم يترقب مستقبلاً سعودياً أكثر إشراقاً، تتسارع فيه وتيرة التحول الاقتصادي والاجتماعي.