الطاقة الدولية تحذر: تراجع إنتاج حقول النفط والغاز يهدد استقرار الأسواق والإمدادات العالمية

أكّدت الوكالة الدولية للطاقة أن تراجع إنتاج حقول النفط والغاز المتاحة يجري بوتيرة سريعة، مما ينذر بخطر على أسواق الطاقة وأمن الإمدادات على مستوى العالم. وأوضح تقرير الوكالة الأخير أن الاستمرار في استثمار الحقول الحالية يعد أمرًا حيويًا لتعويض هذا النقص، حيث يتعرض العالم لفقدان ما يعادل الإنتاج السنوي المشترك للبرازيل والنرويج إذا توقفت الاستثمارات. كما أشار التقرير إلى أن الاعتماد المتزايد على النفط الصخري والموارد البحرية العميقة يعتبر تحديًا كبيرًا للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية.

تراجع الإنتاج

أظهر التقرير أن حوالي 90% من الاستثمارات في التنقيب تُستثمر لتعويض خسائر الإنتاج بدلاً من تلبية الطلب المتزايد، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على توازن الأسواق وأمن الطاقة وتقليل الانبعاثات.

انخفاض الإمدادات

بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير، الذي شمل تحليلًا لأكثر من 15 ألف حقل نفطي وغازي وبيانات معدلات تراجع إنتاجها، إلى أن وتيرة الانخفاض السارية حاليًا تعكس زيادة تصل إلى 40% مقارنة بالعام 2010. ويعزى ذلك إلى الاعتماد المتزايد على إنتاج النفط الصخري، وخاصة من الولايات المتحدة، الذي ينضب بشكل أسرع من الحقول التقليدية.
كما تأخذ هذه التوقعات طابعًا أكثر أهمية نظرًا لغياب مؤشرات واضحة تشير إلى قرب ذروة الطلب على النفط، مما يعني أن الحاجة للإنتاج المرتفع ستظل قائمة لسنوات عديدة مقبلة.
من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، أن قطاع النفط والغاز يحتاج إلى السعي بوتيرة أسرع لمجرد الحفاظ على الوضع الحالي، مشيرًا إلى أهمية استمرار مستويات الإنتاج المرتفعة في السنوات القادمة لضمان الاستجابة للاحتياجات العالمية المتزايدة.
يتضح من تحليل البيانات أن الأمر يتطلب تكثيف الجهود لضمان استدامة مصادر الطاقة والتعامل مع تحديات السوق المستقبلية.