نظام حضوري يكشف عن تغييرات جذرية في التعليم السعودي
يُجبر مئات الآلاف من المعلمين في السعودية على البقاء في مدارس خالية من الطلاب لمدة تصل إلى 7 ساعات و15 دقيقة يوميًا. وفي قرار مثير للجدل، أطلقت وزارة التعليم السعودية تطبيق “حضوري”، الذي يراقب كل تحركات المعلمين من خلال إشعارات شاملة ويضيف التزامات جديدة رغم انتهاء جداول الطلاب. بدأ تطبيق النظام جديد أمس، مما جعل مصير المعلمين مرهونًا بهذا النظام الذي يعتمد على تقنيات متطورة. إليكم أهم التفاصيل وراء هذا التحول.
برنامج حضوري يركز على الرقمنة في التعليم
أعلنت وزارة التعليم عن إطلاق نظام “حضوري”، الذي يستخدم تقنيات مثل GPS والسمات الحيوية لمراقبة حضور المعلمين، مما يمهد الطريق نحو التحول الرقمي الكلي. يشترط النظام بقاء المعلمين حتى الساعة 1:30 بعد الظهر، مما أثار تساؤلات حول فائدة هذه المدة. وأشار المعلم سعد القحطاني إلى أن: “عملنا مختلف عن الموظفين المكتبيين، فجهودنا تتركز على التعليم”. وبالمثل، يثير خصم يوم كامل من الراتب في حال تجاوز الغياب سبع ساعات، تساؤلات حول العدالة في هذه القرارات.
تأتي هذه المبادرة كجزء من جهود التحول الرقمي في إطار رؤية السعودية 2030، بهدف تحسين الانضباط في القطاع التعليمي. ومع ذلك، اعتبر د. محمد الغامدي هذه الإجراءات مشابهة لأنظمة المراقبة المستخدمة في المصانع خلال الثورة الصناعية. توقع الخبراء تعديلات تدريجية تهدف إلى تحقيق مزيد من المرونة دون التخلي عن قواعد الانضباط.
تغيرت الطريقة التي يعمل بها المعلمون بشكل كبير بسبب نظام “حضوري”. بينما يجد المعلمون فرصًا للتطوير المهني خلال ساعات العمل الإضافية، قد تؤثر هذه المتطلبات سلبًا على الروح المعنوية إذا لم تُتعامل مع التحديات بشكل مناسب. النظام الجديد قد يُحدث تغيرات في الانضباط المدرسي، ولكنه يثير أيضًا تساؤلات حول تأثيره على حياة المعلمين اليومية.
ما هو المستقبل أمام نظام حضوري؟
بإيجاز، يُعتبر تطبيق “حضوري” تحولًا تاريخيًا في نظام التعليم السعودي، حيث يؤثر بشكل غير مسبوق على جداول المعلمين. ينتظر الجميع ما إذا كان هذا الأمر سيؤدي إلى تطورات إيجابية أو سيكون سببًا في النزاعات المستقبلية. التعاون بين المعلمين والوزارة سيكون ضروريًا لضمان أن النظام الجديد يخدم جميع الأطراف دون التأثير على جودة التعليم وأهمية رسالة المعلم.
تعليقات