خطوات حاسمة: إصلاحات رئيس الوزراء وقرارات عيدروس الزبيدي تفتح آفاق جديدة بتأييد سعودي
الجدل حول قرارات عيدروس الزبيدي وتأثيرها على أبناء الجنوب
ثار جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي بعد القرارات التي اتخذها عيدروس الزبيدي، قائد المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي أثارت قلق الكثيرين، خصوصاً أن الفئة الأكثر تضرراً منها هم المواطنين العاديين في المحافظات الجنوبية. ولتجلّي مأساة الوضع، فقد انقلب بعض النشطاء والإعلاميين المؤيدين للمجلس الانتقالي ضده بعدما استشعروا الأثر السلبي للقرارات التي قد تؤدي إلى تفاقم المعاناة التي يعيشها المواطنون منذ سنوات.
قضايا معيشية تؤرق الجنوبيين
يتساءل الكثير من الناشطين والإعلاميين في المجتمع: ماذا يمكن أن يستفيد أبناء الجنوب من تلك القرارات، لاسيما أن المسؤولين السابقين لم يقدموا شيئاً ملموساً لهم؟ فإن كانت تلك هي الحالة مع القيادات السابقة، فما الذي يمكن أن يفعله المسؤولون الجدد الذين تم تعيينهم؟ كان من الأفضل أن يتخذ الزبيدي قرارات إيجابية تعزز من مستوى المعيشة وتؤمن الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، مما كان سيمكنه من كسب دعم الناخبين.
في الوقت نفسه، يعيش المعلمون ورجال الأمن وأرباب الأسر في ضغوطات شديدة بسبب عدم وجود مرتبات أو وظائف. كيف يمكن تبرير صرف مرتبات ضخمة بأموال صعبة لأشخاص تم تعيينهم حديثاً في حين يعجز المواطن العادي عن الحصول على راتب يتجاوز مائة ريال سعودي؟
ما يزيد القلق هو وجود ميزانية ضخمة لدفع مرتبات لمسؤولين ليس لهم مساهمات واضحة للنهوض بالمجتمع، بينما تعاني الأغلبية من عدم توافر أساسيات الحياة. كان من الممكن أن يكتسب الزبيدي شعبية كبيرة لو اتخذ خطوات فعالة مع رئيس الوزراء سالم بن بريك في مشروعه الإصلاحي الذي لاقى ترحيباً كبيراً بين المواطنين.
يبدو أن الزبيدي وقع ضحية لضغوط الفاسدين الذين أدركوا أن إصلاحات بن بريك قد تؤثر سلباً على مصالحهم غير المشروعة. القرارات التي اتخذها الزبيدي تبين أن ضررها أكثر من نفعها، وستعود بالنفع على قلة فقط من الهيئات المعينة حديثاً، في حين سيظل المواطن العادي يعاني من نقص أساسي في موارد الحياة.
يتفق العديد من المراقبين على أن الغضب الذي سيطر على الزبيدي كان نتيجة للخطوات الحازمة التي اتخذها بن بريك لمكافحة الفساد. ولدى المجتمع نظرة إيجابية تجاه هذه الإصلاحات، حيث تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة لدعم هذه المساعي من أجل تحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
السعودية تدعم أي جهد لتحسين الأوضاع في اليمن وتخفيف المعاناة، وقد لعبت دوراً حيوياً في عملية التنمية. لكن الفاسدين يقظون لإفشال هذه الجهود في كثير من الأوقات. الإصلاحات التي أطلقها بن بريك قد أثارت ترحيب كبير، وتؤكد المملكة دعمها لكل مبادرة تصب في مصلحة المواطن وتحارب الفساد.
هناك الكثير من العقول الرشيدة داخل المجلس الانتقالي، الذين يدركون أهمية النقد البناء بهدف التصحيح. ينبغي على هؤلاء أن يسارعوا للتحدث مع الزبيدي وإجراء حوار هادف. إن توحد الجهود هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والحياة الكريمة للجميع. وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه، فإن أبناء الجنوب لن يترددوا في التوجه ضد المجلس الانتقالي، مما قد يؤثر سلباً على سمعته على جميع الأصعدة.
تعليقات