عاجل: وزارة التعليم تستثني معلمين ومعلمات محددين من شرط السبع ساعات النظامية في التعليم الحضوري

مطالبات المعلمين في المدارس المسائية لإعادة النظر في نظام الحضور

شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً في الدعوات من بعض المعلمين والمعلمات والعاملين في المدارس المسائية المدمجة، للمطالبة بإعادة تقييم آلية تطبيق نظام “حضوري”. وقد أشاروا إلى أن طبيعة دوامهم في هذه المدارس تختلف تماماً عن المدارس الصباحية. حيث تبدأ الحصص الدراسية في المدارس المسائية عند الساعة الواحدة ظهراً وتنتهي في الخامسة مساءً، وهذا يأخذ في الاعتبار احتياجات كل من الطلاب والعاملين.

على الرغم من ذلك، فإن تطبيق النظام بالشكل الحالي يُلزم العاملين في هذه المدارس بالبقاء في مقرات عملهم حتى الساعة السابعة مساءً، الأمر الذي يعتبرونه عبئاً إضافياً، خاصة في ظل ظروف الدمج وما يعانيه بعض المدارس من عمليات صيانة وترميم، مما يُصعّب بيئة العمل.

تفاصيل نظام الحضور

نظام “حضوري” هو أحد الأنظمة الرقمية الحديثة التي أطلقتها وزارة التعليم، ويهدف إلى إدارة العمليات المتعلقة بالحضور والانصراف بشكل إلكتروني لكل من المعلمين والإداريين والمشرفين. يعتمد النظام على تقنية تحديد المواقع الجغرافية (GPS) للتأكد من تسجيل الحضور والانصراف داخل نطاق المدرسة، كما يتيح للمدير التحقق مباشرة من مكان تسجيل الحضور. كما يمنح صلاحيات إضافية لإجراء تحقق مفاجئ من وجود الكادر التعليمي في المدرسة.

وأصبح بإمكان الموظف طلب استئذان إلكتروني عند الحاجة، شريطة الحصول على موافقة مسبقة من المدير. إلا أن المعلمين في المدارس المسائية يرون أن إلزامهم بالبقاء حتى السابعة مساءً ليس له أي معنى بعد مغادرة الطلاب، مما يؤدي إلى:

  • إطالة ساعات العمل دون فائدة تعليمية.
  • زيادة الضغط النفسي والجسدي على الكوادر التعليمية.
  • إرباك الجدول اليومي، خاصةً لأولئك الذين لديهم التزامات أسرية أو صحية.

وطالب العاملون في المدارس المسائية الوزارة باستثنائهم مؤقتاً من شرط السبع ساعات، حتى يتم إعادتهم للعمل في الفترة الصباحية، بما يتوافق مع طبيعة عملهم وبيئة المدارس.

التوازن بين الرقابة والمرونة

يرى خبراء التعليم أن نظام “حضوري” يُعتبر خطوة هامة نحو تعزيز التحول الرقمي في مجال التعليم، لكن نجاحه يتطلب مزيداً من المرونة لتناسب الظروف المختلفة للمدارس، خاصةً المسائية، حيث لا يمكن مقارنة طبيعة العمل فيها مع الصباحية. يجب أن يكون هناك تكييف يسهل تطبيق النظام دون خلق تحديات جديدة.

آفاق المستقبل

تفتح المطالبات الحالية للمعلمين في المدارس المسائية المجال للنقاش حول أهمية وجود آلية خاصة بهم، تتضمن:

  • احتساب ساعات الدوام وفقاً لوقت الحصص الفعلية.
  • إعطاء استثناءات مرتبطة بظروف المدارس التي لا تزال تُعاني من الدمج أو الصيانة.
  • توفير بدائل تنظيمية مرنة تضمن تحقيق أهداف الرقابة، وفي الوقت نفس تحمي حقوق العاملين.

إن نظام “حضوري” يمثل تحولاً نوعياً نحو بيئة تعليمية أكثر انضباطاً وشفافية، لكنه بحاجة لتطوير وتكييف ليتناسب مع الظروف الخاصة لبعض المدارس. استثناء هذه الفئة بشكل مؤقت قد يكون خطوة عادلة ومنصفة تدعم تشغيل النظام الرقمي بشكل فعال.