فلسفة الدين
استضاف بودكاست “بيت الحكمة” الذي يتبناه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الدكتور محمد عثمان الخشت، المفكر العربي المعروف ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، في حلقة مخصصة حول طبيعة “فلسفة الدين” والعلاقة بينها وبين الإيمان والعقل والعلم.
علم الكلام
في حديثه، أشار الخشت إلى أن العديد من الناس يخافون من الفلسفة نتيجة الجهل أو انعدام الثقة في الإيمان، إلى جانب وجود جماعات تروج للتلقين والطاعة، مما يحد من التفكير النقدي. كما استشهد بآيات من القرآن الكريم تدعو إلى التأمل والتفكر، مبيناً أن هذه السلوكيات يتم تجسيدها من خلال مثال سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث فحص وناقش قضايا العقيدة بطريقة عقلانية.
كما وضح الخشت الفروق بين علم الكلام، الذي يُعتبر علمًا دفاعيًا وعقائديًا، وفلسفة الدين، التي تعرض الدين كممارسة إنسانية متكاملة. وقد صرح بأن الأساليب التقليدية لعلم الكلام قد أصبحت غير ملائمة لعصرنا الحالي، مما يستدعي التفكير في صياغة “علم كلام جديد” يلبي احتياجات الفكر العصري ويواجه القضايا الوجودية المعاصرة. وأكد الخشت أن دراسة الفلسفة ليس بالضرورة أن تؤدي إلى الإلحاد، بل يمكن أن تعزز من قوة الإيمان. وأوضح أنه كان قد عايش فلاسفة ملحدين مثل برتراند راسل، ورغم ذلك عاد أكثر إيمانًا مما كان عليه.
في إشارة إلى تاريخ الفلسفة، تناول أمثلة من عصور سابقة، حيث وجد أن الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو لم ينكروا وجود مبدأ أعلى، بل سعوا لفهم النظام الكوني بطريقة عقلانية. حتى الفلاسفة الذين يُعتقد أنهم ينكرون الدين كانوا في أغلبهم ناقدين للصور الأسطورية، وليس للإيمان بحد ذاته.
أكد الخشت أيضًا أن التفكير النقدي ينبغي أن يُنظر إليه كمسار يُعزز الإيمان، داعيًا إلى اتباع منهجية تعزز التفكير العقلاني والتفسير الذي يستند إلى القيم والمبادئ الدينية. وبيّن أهمية الفهم العميق للنصوص الدينية بعيدًا عن الأسلوب السطحي، الذي قد يؤدي إلى التطرف والانغلاق الفكري.
كما ناقش ضرورة بناء مجتمعات تعددية قائمة على قيم التسامح والتعايش، حيث يتمكن كل فرد من الحفاظ على هويته الثقافية والدينية تحت مظلة القانون. هذا يعزز من الحوار البناء ويغني التجربة الإنسانية. وخلص الخشت إلى التأكيد على أن الأديان السماوية، رغم ما يجمعها من مبادئ جماعية، تحمل في طياتها خصوصيات في العقائد والممارسات، مشددًا على أن فلسفة الدين تمثل أفقًا لتجديد علم الكلام وتوجيه الخطاب الديني ليكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر الحديث.
في سياق متصل، تناولت وسائل الإعلام المحلية مواضيع متعددة مثل تقليل الاغتراب لطلاب المرحلة الثالثة للتنسيق وأسعار الكتب الدراسية. بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن تفاصيل إنشاء مدارس تكنولوجية لصناعة الدواء بالتعاون مع إيطاليا، مما يشير إلى توجهات جديدة في منظومة التعليم والتنمية.
تعليقات