شهدت منظومة التعليم في السعودية تغييرات مستمرة ونقاشات حول إصلاحها، حيث كانت مسألة نظام الفصول الدراسية الثلاثة من أبرز مواضيع الجدل بين المؤيدين والمعارضين. وبعد أربع سنوات من تطبيق هذا النظام، اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالعودة إلى نظام الفصلين الدراسيين بدءاً من العام الدراسي المقبل.
نظام الفصلين الدراسيين
قرر المجلس برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جلسته الأخيرة بنيو، العودة لنظام الفصلين الدراسيين اعتباراً من العام الدراسي 2026-2025 والذي سيبدأ في نهاية أغسطس (آب) الجاري. كما أبقى على التقويم الدراسي المعتمد للأعوام الأربعة القادمة، والذي يتضمن الفترات الزمنية التي تحدد بداية ونهاية العام الدراسي.
تحليل آثار الفصول الثلاثة
وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن القرار بالعودة لنظام الفصلين يستند إلى الإيجابيات التي تم تحقيقها خلال تجربة الفصول الثلاثة، وخاصة فيما يتعلق بزيادة عدد أيام الدراسة إلى حد أدنى يبلغ 180 يوماً سنوياً، وهو المستوى الموازي للدول المتقدمة، حسب تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما يتماشى مع أنظمة دول مجموعة الـ20 التي يتراوح عدد أيام الدراسة فيها بين 180 و185 يوماً، بل وبعضها يصل إلى 200 يوم.
وكانت وزارة التعليم قد أجرت دراسة شاملة بمشاركة مختصين وقيادات تربوية ومعلمين وطلاب وأولياء أمور، وتبين أن جودة التعليم تتعلق بعوامل جوهرية أكثر من عدد الفصول الدراسية، وأهمها تأهيل وتحفيز المعلمين، تطوير المناهج، وتعزيز البيئة المدرسية. وأكدت الدراسة أهمية المرونة في التقويم الدراسي بما يتناسب مع التنوع الجغرافي والثقافي واحتياجات الأنشطة الطلابية.
تحت المراقبة والقيام بتقييم شامل، خضعت تجربة الفصول الثلاثة لمراجعة دقيقة بناءً على تكليف من المقام السامي، حيث شارك العديد من الجهات التعليمية في هذا التقييم. وقد تم الحديث عن التجربة في مجلس الشورى بحضور وزير التعليم يوسف البنيان، الذي أكد أن الوزارة تعمل على تحليل النتائج وفق أسس علمية بالشراكة مع المعلمين والأسر والجهات المعنية.
الجدير بالذكر أن مجلس الشورى أكد على أهمية إعادة تقييم تجربة الفصول الثلاثة وقياس آثارها على المخرجات التعليمية وإجراء التعديلات اللازمة، بما في ذلك العودة لنظام الفصلين الدراسيين.
وفي هذا السياق، ذكر المستشار التربوي سعود المصيبيح أن التحول إلى نظام الفصول الثلاثة جاء كحل لتغطية أيام دراسية ضائعة، لكنه لم يحقق الهدف المرجو، بل أدى إلى تذمر واسع بين الطلبة وأولياء الأمور، مما أثر سلباً على جودة التعليم. وأكد على أهمية عودة نظام الفصلين كوسيلة لحل العديد من التحديات التي واجهت الأسر.
تجدر الإشارة إلى أن التعليم في السعودية واجه تحديات عديدة، مثل ظاهرة الغياب الجماعي للطلاب، والتي تزايدت بشكل ملحوظ أثناء تطبيق نظام الفصول الثلاثة، وخاصة في شهر رمضان، حيث اعتبرت هذه الظاهرة من أكبر الأزمات في تاريخ التعليم السعودي. وقد أكدت عضو مجلس الشورى لطيفة الشعلان على أن نظام الفصول الثلاثة ساهم في تفشي هذه الظاهرة، مشيرة إلى ضرورة تحسين النظام وتجاوز السلبيات التي تخللت تلك الفترة.
تعليقات