تفجيرات الدوحة تهز الفاتيكان والبابا يدعو للسلام
وصف البابا ليو الرابع عشر، الذي يرأس الكنيسة الكاثوليكية، الهجوم الإسرائيلي على قيادات حركة “حماس” في العاصمة القطرية، الدوحة، بأنه يعد “تطورًا خطيرًا للغاية” ضمن سياق الصراع المستمر في قطاع غزة. وأعرب البابا ليو عن قلقه البالغ من تصاعد التوترات في المنطقة، وذلك خلال حديثه مع الزوار خارج قصره الصيفي في كاستل غاندولفو، حيث قال: “لا نعلم إلى أين ستقودنا هذه الأحداث، ولكن يجب علينا أن نصلي ونعمل بجد من أجل السلام”.
ردود الفعل على الهجمات في الدوحة
أضاف البابا، الذي يُعتبر أول بابا من أصول أمريكية في تاريخ الكنيسة، أن “الوضع الحالي حرج حقًا”، مشددًا على أهمية الالتزام بجهود دبلوماسية لإنهاء الصراع الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى وشرد ملايين آخرين. في السياق ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن قيامه بـ”ضربة دقيقة” في الدوحة استهدفت قيادات عليا من “حماس”، بما في ذلك خليل الحية، رئيس المكتب السياسي في الخارج. وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الهجوم ألحق أضرارًا بجملة من المباني السكنية، مما أثار ردود فعل واسعة النطاق من المجتمع الدولي.
في المقابل، أكدت مصادر من حركة “حماس” أن قياداتها نجت من هذا الهجوم، ولكن الضربة أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوفهم وأدت إلى خسائر مادية كبيرة. كما اعتبرت قطر الهجوم “انتهاكًا صارخًا لسيادتها” وأكدت على أنه “عمل إجرامي”، محذرة من العواقب السلبية لهذا التصعيد على جهود السلام. على صعيد متصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم بشدة، مشيرًا إلى أنه يشكل انتهاكًا لسيادة قطر ويهدد مبدأ الوساطة الذي تلعبه في المنطقة.
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة، تحت قيادة الرئيس دونالد ترمب، عن أسفها لموقع الهجوم الذي وقع في منطقة سكنية، لكنها أكدت علمها بإجراء العملية مسبقًا. وفي خطوات لاحقة، قامت القوات الإسرائيلية بإلقاء منشورات تحذيرية على سكان مدينة غزة، تدعوهم لتفريغ مناطقهم في ظل الاستعدادات لزيادة التصعيد العسكري، مما يعزز المخاوف من أزمة إنسانية أكبر.
البابا ليو الرابع عشر، الذي تولى منصبه في مايو 2025 بعد وفاة البابا فرانسيس، حرص منذ بداية ولايته على معالجة قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. في لقائه الأخير مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، تناول البابا الوضع المأساوي في غزة، مطالبًا بوقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. كما أعاد تأكيد الفاتيكان على دعم حل الدولتين كوسيلة للوصول إلى السلام، محذرًا من ضرورة إنهاء القتال بعد الحوادث الأخيرة التي مست الكنائس في غزة.
تعليقات