تبادل الأسرى ووقف الحرب: نزع السلاح يبقى التحدي الأكبر في أي اتفاق سريع

تظل مسألة نزع سلاح حركة حماس في جوهر النقاش الحالي، بغض النظر عن طبيعة المقترح الأمريكي المقدم. إذ تضع إسرائيل شروطًا واضحة تتمثل في ضرورة أن تكون غزة خالية من سلاح الحركة، في حين ترفض حماس هذا الطرح، مما يُعزز توتر العلاقة بين الطرفين في الوقت الراهن.

تشير التقارير من القناة 12 الإسرائيلية إلى أن إسرائيل لا تزال تأمل في التوصل إلى اتفاق، حتى في ظل التصعيد العسكري وتدمير المباني في غزة. ورغم استمرار الجهود للتفاوض عبر الوساطات القطرية والمصرية، لم يتحقق أي تقدم ملموس حتى الآن.

من جانبها، أعلنت حماس أنها تراجع العرض الأمريكي، معبرة عن أنها لم تغلق باب المقترح بشكل رسمي. لكنها تواجه صعوبة في رؤية نفسها تُسلم “استسلامها”، حيث تدرك أن قبول العرض يعني فقدانها لأهم ورقة لديها.

تحدث الرئيس ترامب عن مفاوضات الصفقة عبر صفحته على “تروث سوشيال”، مُشيرًا إلى أهمية عودة الرهائن ونهاية النزاع. وحذر الحركة من خطورة عدم قبول الشروط المعروضة، مُعتبرًا أن هذا التحذير هو الأخير.

الوضع الراهن في غزة يُشكل تهديدًا كبيرًا لحماس، التي تخشى من تكرار ما حدث في رفح. ومن هنا، لجأت الحركة في الأيام الماضية إلى تكثيف حملتها الإعلامية، بينما أبدت إسرائيل استعدادها للتوصل إلى اتفاق كامل أو جزئي، وفقًا لما ورد في التقارير.

يشمل المقترح الأمريكي الإفراج عن جميع الأسرى بالإضافة إلى الجثث الـ 48 في اليوم الأول من الصفقة، مع إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. كما يتضمن العرض وقف عملية “جدعون شاريوتس 2” التي تستهدف السيطرة على مدينة غزة، ومن ثم بدء مفاوضات فورية برعاية شخصية من الرئيس الأمريكي لإنهاء النزاع.

تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار شرطٌ أساسي، لكن نزع السلاح يبقى التحدي الأكبر

من الجدير بالذكر أن موضوع الصفقة المتعلق بتبادل الأسرى ووقف الحرب لا يزال يتعرض لمناقشات مكثفة، ولكن يبقى نزع السلاح العائق الأبرز في أي اتفاق قد يتم التوصل إليه بصورة عاجلة. مع استمرار الأحداث والتطورات السريعة، يبقى الأمل معلقًا على التوصل إلى حل يجلب السلام للمنطقة.

التفاوض المستمر رغم العقبات

على الرغم من كل ما يُطرح من مقترحات، تُظهر الاستجابة من كلا الطرفين أن الوضع ما زال هشًا ومعقدًا. ومع كل محاولة للتقدم في المفاوضات، يُمكن القول إن مصير القضية يعتمد على كيفية استجابة الأطراف للضغوط الداخلية والخارجية، وما إذا كانت حماس ستوافق على الشروط التي تخشى أن تُضعف موقفها.