الرياض تشهد انتهاء تصوير أضخم فيلم سينمائي عربي

عبد الله آل عيّاف: التجربة السينمائية السعودية فريدة ومستدامة

تمكنت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة من تحقيق تقدم ملحوظ في مجالات متعددة، خاصة في الثقافة والفنون، حيث أسست قوانين وإجراءات متقدمة ساعدت على تطوير هذا القطاع. إن هذا التحول يعد مشروعاً طموحاً يقوده تصميم مستمر من القيادة لدعم مختلف الصناعات، ومن بينها السينما، حيث تم إنشاء هيئة الأفلام السعودية قبل خمس سنوات، لتكون المسؤولة عن تعزيز صناعة الفيلم بجميع جوانبها، من تطوير السوق المحلية إلى نشر الثقافة السينمائية وترويج النقد الفني.

صناعة السينما الوطنية

تولى عبد الله آل عيّاف، المخرج المعروف بأعماله السينمائية المميزة، مسؤولية هذه الهيئة، معبراً عن حماسه لخلق مجتمع سينمائي متكامل يشتمل على جميع العناصر اللازمة لنجاحه، بما في ذلك تعزيز النقد السينمائي. استثمرت الهيئة في تطوير البنية التحتية المتعلقة بصناعة الأفلام، حيث تم إنشاء العديد من الاستوديوهات وورش العمل لتدريب الشباب على تقنيات السينما، مما يجعل المملكة مكاناً مثيراً لمستقبل صناعة السينما.

على مدى خمس سنوات، شهدت السينما السعودية تطوراً ملحوظاً. انتقل شباك التذاكر من لا شيء إلى أن يصبح الأكبر في الشرق الأوسط، حيث عرضت السينما السعودية نحو 330 فيلماً في النصف الأول من هذا العام، حققت منها الأفلام المحلية حصة ملحوظة من الإيرادات. إضافة إلى ذلك، شاركت الأفلام السعودية في مهرجانات دولية متعددة، مثل مهرجان فينيسيا، مما يعكس نجاحها في كسب ثقة الجمهور والنقاد.

بينما يعبر آل عيّاف عن مخاوفه من التحديات المرتبطة بمنافسة الأفلام الأجنبية، يشير إلى أن الجمهور بدأ يتقبل الأفلام السعودية مع تحقيق أولى نجاحاتها التجارية. يعكس هذا التحول رغبة الجمهور في مشاهدة الأفلام التي تعكس تجاربهم وثقافتهم. كما أشار إلى أهمية النقد السينمائي كعامل رئيسي لتحسين جودة الأعمال المقدمة، ويعمل حالياً على تنظيم مؤتمرات وملتقيات تروج لهذا المجال.

تتجه الأنظار إلى الأحداث السينمائية مثل مهرجان البحر الأحمر الدولي وملتقى الأفلام السعودي، حيث تجمع هذه الفعاليات بين صناع الأفلام والجمهور. يؤكد آل عيّاف أن التجربة السينمائية السعودية تتميز بالتنوع والمبادرة، مسلطاً الضوء على أهمية وجود بنية تحتية قوية لدعم الأفلام البديلة وغير التقليدية.

أخيراً، يعبر عبد الله آل عيّاف عن تطلعاته لإيجاد بيئة سينمائية حيوية تتعلق بالابتكار والتجديد، معترفاً بالتحديات الأخرى التي تواجهها صناعة السينما في العالم. ومع ذلك، يبقى الإيمان بقوة الأفلام وسرد القصص أمراً لا يتغير، حيث تمثل الفنون وسيلة للتعبير عن الثقافة والهوية.