التطورات العسكرية في ليبيا وتأثيرها على الاستقرار السياسي
حذر المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب الليبي، فيصل بوالرايقة، من أن الأنشطة العسكرية المستمرة في العاصمة طرابلس وضواحيها تُعتبر تهديدًا مباشرًا للخطة الأممية التي تسعى لتحقيق تسوية سياسية شاملة في البلاد، مشددًا على أن “السلاح ما يزال الحكم الأخير” في المشهد الليبي.
الوضع الأمني في ليبيا
أوضح بوالرايقة في تصريحات لـ “سكاي نيوز عربية” أن التحركات العسكرية الأخيرة تسلط الضوء على هشاشة الترتيبات الأمنية التي وضعتها الأمم المتحدة عقب الاتفاقيات السابقة. كما تبرز غياب وجود قوى نظامية موحدة لديها القدرة على فرض الاستقرار الفعلي في البلاد. وأكد أن المشهد الليبي لا يزال يسيطر عليه مجموعات مسلحة ترتبط بمصالح اقتصادية وأمنية، أكثر من كونه قائمًا على هيكل دولة ومؤسسات رسمية فعالة.
كما أشار إلى أن رفض المواطنين للتحشيد العسكري يعكس حالة من السأم من عسكرة الحياة اليومية، ويظهر رغبة في إزالة مظاهر التسلح في المدن. وشدد على أنه لا يمكن لأي تسوية سياسية أن تكون قوية ما لم تُصاحبها عملية أمنية واقتصادية شاملة، تشمل إعادة دمج القوات المسلحة ضمن مؤسسات الدولة، وتفكيك شبكات النفوذ غير الرسمية التي تعيق الوصول إلى الاستقرار الحقيقي.
تشهد طرابلس حاليًا توترًا متزايدًا نتيجة للتصعيد العسكري بين الميليشيات، مع تحذيرات من احتمالية انزلاق البلاد نحو صدام جديد قد يُهدد الاستقرار الهش الذي تم التوصل إليه بعد اتفاق وقف إطلاق النار في عام 2020. تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه البعثة الأممية إلى تقديم خريطة طريق جديدة، رغم افتقارها لآليات تنفيذ واضحة على الأرض، مما يزيد من تعقيد عملية تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
تعليقات