شي وبوتين يسعيان للعمر المديد: هل تصبح زراعة الأعضاء المفتاح لحياة تصل إلى 150 عاماً؟ – أخبار السعودية
تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكلاهما في عمر الـ72، عن إمكانية إطالة الحياة، بينما كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (41 عاماً) يسير بجانبهما، وذلك خلال العرض العسكري المهيب الذي أقيم في بكين مؤخراً. في حديث مترجم، أشار شي إلى أن السبعين يعتبر عمراً شاباً في عصرنا، بينما اقترح بوتين أن تكرار زراعة الأعضاء قد يسهم بشكل فعّال في تأخير الشيخوخة. وأعرب شي عن اعتقاده بأن العيش حتى 150 عاماً قد يصبح واقعاً ممكناً خلال هذا القرن. هذه التعليقات تطرح تساؤلات حول دور تطورات زراعة الأعضاء في إطالة أعمار الأصحاء والقدرة على إنقاذ المصابين بأمراض مستعصية، وفقاً لما ذكرته شبكة «CNN».
زراعة الأعضاء كحلول لحياة أطول
يعتبر أستاذ زراعة الكلى في جامعة كوليدج لندن، الدكتور رضا مطلوب زاده، أن زراعة الأعضاء تُعد خياراً منقذاً للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي أو الكبدي أو القلبي، حيث تضيف العديد من السنوات إلى حياتهم. تشمل الأعضاء القابلة للزراعة حالياً القلب والرئتين والكلى والبنكرياس والكبد والأمعاء الدقيقة، بالإضافة إلى بعض الأنسجة مثل الجلد والعظام. في إنجاز ملحوظ، أصبحت امرأة في المملكة المتحدة أول من تنجب طفلاً بعد زراعة رحم من شقيقتها.
إمكانية زراعة الأعضاء لكبار السن الأصحاء
على الرغم من التطورات، يبقى نقص الأعضاء من أكبر التحديات العالمية، حيث تتزايد قوائم الانتظار. وعادةً ما تُخصص الأعضاء المتاحة للشباب والمرضى في مراحل متقدمة. يترتب على ذلك التساؤل: هل يمكن توزيع الأعضاء على كبار السن الأصحاء إذا توفرت بكثرة؟ يعتقد مطلوب زاده أن العمليات الجراحية الكبيرة والمخاطر المرتبطة بالأدوية المناعية قد تجعل هذا الخيار غير عملي حالياً.
في محاولة لحل أزمة نقص الأعضاء، تبرز زراعة الأعضاء من الحيوانات (Xenotransplantation) كحل مبتكر. فقد قام أطباء في نيويورك بتجارب لزراعة كلى ورئتين مأخوذتين من خنازير في أشخاص متوفين دماغياً، كما خضع مريضان على قيد الحياة لزراعة كلى خنازير معدلة وراثياً. تمتاز هذه الأعضاء المعدلة بنتائج واعدة، مع خطط لتوسيع التجارب السريرية.
على صعيد آخر، تثير مقترحات جريئة، مثل إنشاء أجسام بشرية بلا دماغ باستخدام الخلايا الجذعية والأرحام الاصطناعية، جدلاً أخلاقياً واسعاً. ومن جهة أخرى، يرى عالم الوراثة جورج تشيرش أن تعديل الأعضاء وراثياً لتحفيز مركبات مضادة للشيخوخة يُعتبر بديلاً أقل جدلاً، مما يوفر علاجاً لشيخوخة الأنسجة دون الحاجة إلى عمليات معقدة. في هذا السياق، يتعلق سؤال هام: هل يمكن أن يعيش الأشخاص الذين وُلدوا في هذا القرن حتى 150 عاماً؟ يشير تشيرش إلى أن أحد قراء هذه المقالة قد يكون آخر من لا يحصل على فرصة العيش حتى هذا العمر.
تعليقات