جهود المملكة العربية السعودية في حماية البيئة وجودة الهواء
تُعتبر المملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي تركز على الحفاظ على البيئة وضمان نقاء الهواء، حيث يقوم المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي برصد جودة الهواء في مختلف أنحاء المملكة. يهدف المركز إلى مواجهة الملوثات التي تؤثر بشكل سلبي على صحة المواطنين، ويعتمد في عمله على نظام رصد متكامل لضمان تحقيق الأهداف البيئية.
رصد جودة الهواء في السعودية
صرح مدير البيانات البيئية، الدكتور محمد الدغريري، بأن المركز يمتلك 240 محطة متوزعة في مناطق استراتيجية، تعمل على مدار الساعة لمراقبة مؤشرات جودة الهواء. تقوم هذه المحطات بتحليل ستة عناصر رئيسية، وفقًا للوائح التنفيذية لجودة الهواء، منها الجسيمات الدقيقة مثل PM10 وPM2.5، بالإضافة إلى أكاسيد النيتروجين، والأوزون، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت. ومن الجدير بالذكر أن محطات جودة الهواء تلعب دورًا مهمًا في دعم السياحة والاقتصاد السعودي، خاصة خلال مواسم الحج والعمرة، حيث تقع العديد منها في المناطق السياحية والدينية البارزة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والرياض. تعمل هذه المحطات على مراقبة جودة الهواء وتوفير بيانات دقيقة حول مستويات التلوث، مما يُسهم في حماية صحة الزوار والمعتمرين والحجاج.
أشار الدكتور الدغريري إلى العلاقة القوية بين محطات جودة الهواء والكثافة السكانية، حيث تتواجد العديد من هذه المحطات في المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية، مما يمكنها من تقديم بيانات موثوقة حول مستويات التلوث والمحافظة على صحة السكان. يسعى المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي إلى نشر مؤشرات جودة الهواء بشكل يومي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية، بهدف توعية الجمهور وتمكين الأفراد من تجنب المناطق التي تشهد تلوثًا مرتفعًا، مما يعزز من سلامتهم وصحتهم.
إن مؤشر جودة الهواء يُعتبر أداة حيوية لتقييم مستوى التلوث، ويعزز من صحة المواطنين وسلامة البيئة بشكل عام. يعد العمل المستمر لتحسين جودة الهواء جزءًا لا يتجزأ من رؤية المملكة للمستقبل، ساعيًا نحو خلق بيئة صحية تعزز رفاهية المواطنين وتساهم في التنمية المستدامة.
تعليقات