بورصة السعودية تحقق استقراراً في بداية التداولات تزامناً مع متابعة أسعار النفط وقرارات الفائدة

تأثير تراجع أسعار النفط على البورصة السعودية

تبدأ البورصة السعودية أسبوعها في ظل توقعات متنامية حول تأثير انخفاض أسعار النفط على أبرز الأسهم المدرجة بها، في الوقت الذي يسود فيه تفاؤل بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة الأمريكية منتصف الشهر الجاري. استقر مؤشر “تاسي” في بداية تداولات اليوم الأحد فوق مستوى 10650 نقطة، بعد أن أنهى في الجلسات الماضية نزيف النقاط الذي استمر لثماني جلسات متتالية. وقد ساعد ارتفاع أسهم “مصرف الراجحي” و”اتحاد اتصالات” (موبايلي) على دعم المؤشر، رغم تراجع أسهم “أرامكو” -الشركة الأبرز في البورصة من حيث القيمة السوقية- و”سابك” و”مصرف الإنماء”.

استمرار الاتجاه التراجعي

يقول المحلل المالي محمد الميموني إن السوق لا تزال تسير في اتجاه هابط، مع استمرار حذر المستثمرين، إلا إذا تمكن المؤشر من تجاوز مستوى 10720 نقطة، وهو ما قد يشجع المستثمرين على الدخول في السوق. ويتوقع الميموني، خلال حديثه مع “الشرق”، بأن تواجه أسهم القطاعين النفطي والبتروكيماوي تحديات في الفترة القادمة نتيجة لانخفاض أسعار النفط، مما يضغط على السوق بشكل عام نظراً للثقل الكبير لهذين القطاعين. وقد شهد مؤشر قطاع الطاقة تراجعاً بنسبة تقارب 0.27% في بداية التداولات.

شهدت أسعار النفط في الأسبوع الماضي أسوأ أداء أسبوعي لها منذ شهر، حيث انخفض خام برنت إلى دون 66 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط نحو 62 دولارًا. وأفادت بلومبرغ بأن ممثلين من تحالف أوبك+ أعلنوا عن موافقتهم المبدئية على زيادة إنتاج النفط مرة أخرى في الشهر المقبل، ضمن مساعي التحالف لتعزيز حصته في السوق.

تخفيض الفائدة كمحفز للسوق

من جهته، يرى ماجد الخالدي، المحلل المالي في صحيفة “الاقتصادية”، أن التوقعات المتزايدة بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية في منتصف هذا الشهر قد تساهم في دعم السوق، مشيرًا إلى أهمية متابعة مسار السياسة النقدية حتى بداية العام المقبل. وأوضح الخالدي في حديثه مع “الشرق”: “الأهم هو استيعاب رؤية شاملة حول سياسة الخفض. على الرغم من أن هناك مؤشرات تدل على استمرار دورة خفض الفائدة، فإن ذلك قد يساهم في تحسين حالة السوق ويخرجها من نطاقها الحالي.”

أثارت بيانات التوظيف في الولايات المتحدة مخاوف يوم الجمعة، حيث أظهرت أن سوق العمل قد تكون على شفا الركود، مما عزز توقعات السوق بشأن مقدار الخفض المحتمل في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال هذا العام.

القطاعات الجذابة للمستثمرين

يتزايد توقعات المستثمرين بشأن خفض يصل إلى ربع نقطة مئوية في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 16 و17 سبتمبر، كما زادت التوقعات بحدوث ثلاث عمليات خفض إضافية خلال العام، وفقًا للعقود المستقبلية. ويشير المحللون إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يخلق بدائل استثمارية تحمل عوائد مرتفعة ومخاطر أقل خارج أسواق الأسهم، مما يؤثر سلبًا على إقبال المستثمرين. ومع ذلك، يتوقعون أن يعيد تخفيض أسعار الفائدة بعض النشاط إلى السوق، حيث ستصبح عوائد الأسهم أكثر جاذبية مقارنةً بأدوات الاستثمار الأخرى مثل الصكوك والسندات والودائع.

وبين القطاعات التي قد تكون الأكثر جذبًا للمستثمرين الباحثين عن توزيعات نقدية مستدامة، تظهر قطاعات الرعاية الصحية والمواد الأساسية والبنوك كخيارات واعدة.