خسوف كلي للقمر في سماء المملكة العربية السعودية
تشهد سماء المملكة العربية السعودية والعديد من الدول حول العالم مساء اليوم الأحد ظاهرة فلكية مميزة تتمثل في خسوف كلي للقمر، يعد الأطول من نوعه منذ عام 2018، مما يجعله يحمل أهمية علمية لت studا الغلاف الجوي للأرض. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن هذا الحدث السماوي يمتد من بدايته حتى نهايته لنحو خمس ساعات وسبع وعشرين دقيقة، بينما ستكون مدة المرحلتين الجزئية والكاملة مجتمعتين ثلاث ساعات وتسع وعشرين دقيقة. وستستمر مرحلة الخسوف الكلي، حيث يغطي ظل الأرض القمر بالكامل، لمدة اثنين وثمانين دقيقة، وهي مدة طويلة مقارنة بالظواهر السابقة، حسبما أكد الباحث الفلكي ملهم هندي.
تبدأ مراحل الخسوف في جميع أنحاء المملكة في تمام الساعة السادسة وثماني وعشرين دقيقة مساءً، حيث يدخل القمر منطقة شبه ظل الأرض، مما يؤدي إلى انخفاض طفيف في سطوعه، وهو ما قد يصعب ملاحظته بالعين المجردة. ثم يتبع ذلك الخسوف الجزئي عند الساعة السابعة وسبع وعشرين دقيقة، حيث يظهر ظل الأرض الواضح على سطح القمر، وهو ما كان يعتبر قديماً دليلاً على كروية الأرض. عند الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة مساءً يبدأ الخسوف الكلي عندما يدخل القمر بالكامل في ظل الأرض الداخلي. خلال هذه المرحلة، يمكن للمراقبين باستخدام المنظار رصد لون أخضر مائل للزرقة على حافة القمر، نتيجة لمرور ضوء الشمس من خلال طبقة الأوزون في الغلاف الجوي. ينتهي الخسوف الكلي في تمام الساعة التاسعة وأربع وخمسين دقيقة، ليبدأ القمر بالخروج تدريجياً من ظل الأرض حتى يستعيد كامل إضاءته عند انتهاء الخسوف الجزئي في الساعة العاشرة وست وخمسين دقيقة.
يحدث الخسوف الكلي للقمر علمياً عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم، مما يجعل القمر يمر عبر ظل الأرض الداخلي. يتزامن هذا الحدث الفلكي مع اقتراب القمر من نقطة الحضيض، وهي أقرب مسافة له من الأرض، مما سيزيد من حجمه الظاهري بنسبة تصل إلى 3.2% مقارنة بحجمه المعتاد.
ظاهرة الخسوف القمري
في هذا السياق، وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أئمة المساجد والجوامع في المملكة لإقامة صلاة الخسوف مساء يوم غد الأحد، والذي يوافق الخامس عشر من ربيع الأول لعام 1447 هجرياً. يأتي هذا التوجيه تطبيقاً للسنة النبوية التي تحث على الصلاة والذكر عند رؤية هذه الظاهرة الكونية، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، لذا دعا الوزير الأئمة لإرشاد المصلين للإكثار من ذكر الله والاستغفار والتكبير والصدقة والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
تعليقات