رحيل شيخ مصوري القطيف عثمان أبو الليرات بعد حياة حافلة – صحيفة صُبرة الإلكترونية

فوتوغرافي القطيف عثمان أبو الليرات في ذمة الله

توفي اليوم الأحد الفوتوغرافي عثمان أبو الليرات عن عمر يناهز 82 عاماً، حيث أعلنت أسرته وفاته بعد أن أدخل قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بمدينة الهفوف، متأثراً بمضاعفات جلطات متعددة أدت إلى دخوله في غيبوبة مساء الجمعة الماضي.

شيخ المصورين في القطيف

تأتي وفاة عثمان أبو الليرات بعد تدهور حالته الصحية عقب إجراء عملية دقيقة في الأوردة. وقد أشار ابنه المصور علي أبو الليرات إلى أن والده نُقل إلى مستشفى الأحساء قبل أسبوع نظراً لإصابته بجلطات متعددة، وبعد تلقيه العلاج أوضح أن حالته انتكست وبدأت غيبوبته.

يمثل “الحاج عثمان” رمزاً تاريخياً في محافظة القطيف، فهو ليس فقط الأقدم في مجال التصوير الفوتوغرافي، بل يمتلك أيضاً أرشيفاً بصرياً ضخماً يوثق التحولات التي مرت بها المحافظة منذ الستينيات. تحولت صوره، التي تعدت الآلاف، إلى وثائق تتعلق بالبيئة والمعمار والسكان، وقد تم نشر الكثير منها عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي بفضل ابنه الذي تولى مسؤولية الترويج الإلكتروني.

استمرت ذاكرة “القطيف” في حياة عثمان بعد مغادرته إليها، حيث وثق بنفسه تفاصيل هدمها قبل نحو 40 عامًا، كما قام بتصميم مجسم متكامل قلعة القطيف ليعيد كتابة تاريخها. كما بدأ حياته كمساعد لوالده في بيع الكيروسين، مما سمح له بالتعرف على أحياء المدينة وتفاصيلها المميزة. بعد جمعه لعدد كافٍ من المال، تمكن من شراء أول كاميرا له، ليصبح بذلك محترفاً في تصوير أعظم اللحظات في تاريخ القطيف.

إلى جانب شغفه بالتصوير، امتهن عثمان النجارة وقرر إحياء التاريخ من خلال تصميمه مجسمات تعكس معالم قلعة القطيف التاريخية. انطلق في هذا المشروع بعد أن بلغ السبعين، واستغرق العمل فيه أربع سنوات، مبرزًا أبرز المعالم من سورها وأبراجها إلى المدارس والمرافق الحيوية. بهذا الشكل، قدم عثمان أبو الليرات توثيقًا بصريًا لم تنل عليه سيرة أي مصور آخر في المنطقة.

من خلال جهود عثمان، أصبحت مساهماته جزءًا لا يتجزأ من تاريخ القطيف، حيث عرضت صوره مراحل تطور المحافظة عبر العقود، مما يكشف عن معالم وذكريات اختفت، وشرع في كتابة تاريخ عمراني بصري خاص به لم تشهده الأجيال الجديدة.