سعود بن فرحان: في مجال التوحد، الاستماع ليس كافياً – يجب علينا اتخاذ خطوات فعالة

جمعية أسر التوحد: الرعاية والدعم لذوي الاحتياجات الخاصة

تُعتبر جمعية أسر التوحد من أبرز المؤسسات الخيرية التي تعمل في مجال دعم ورعاية ذوي اضطراب طيف التوحد في المملكة العربية السعودية. مع وجود أكثر من مليون و400 ألف شخص من ذوي الإعاقة في البلاد، تشكل هذه الجمعية نقطة تحول مهمة لتحسين جودة الحياة لهم ولأسرهم. ومن خلال تأسيسها في عام 1431 هـ (2009 م) على يد سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل سعود، استطاعت الجمعية أن تصبح رائدة في تقديم خدمات متكاملة تلبي احتياجات هذه الفئة.

منارة الأمل لذوي التوحد وأسرهم

في حوار مع سمو الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية، تم تناول الإنجازات التي حققتها الجمعية منذ تأسيسها. حيث أكد سموه أن الجمعية تستهدف تأمين الرعاية والدعم لذوي التوحد، ومواجهة التحديات التي تطرأ على أسرهم. بدأت الجمعية من العاصمة الرياض، ثم توسعت لتشمل 6 فروع في مختلف مناطق المملكة، مما يعكس التزامها بتقديم خدماتها لكافة المحتاجين.

وأشار الأمير سعود إلى أهمية الاستجابة للأزمات التي قد تواجه أسر ذوي التوحد، سواء كانت مادية أو ترتبط بقلة الفرص التدريبية. ولذلك، تم العمل على برامج تأهيلية شاملة تهدف إلى تمكينهم من مواجهة التحديات بشكل فعلي. ومن بين هذه البرامج، تم تطوير مشروع “ريشة طيف” الذي يسعى لاكتشاف وتمكين المواهب في الفن التشكيلي لأكثر من 100 موهبة، مما يعكس القدرة الإبداعية لدى تلك الفئة.

في سياق متصل، كما تناول سموه مشروع “قافلة طيف عزيز”، الذي يعد الأضخم من نوعه على مستوى العالم، حيث قطع أكثر من 13,000 كيلومتر لتقديم خدمات الكشف المبكر والتأهيل لأكثر من 53 مدينة وقرية. كما يتم العمل على إطلاق المشاريع المستدامة التي تدعم الاستقلالية الاقتصادية للأسر، مما يوفر لهم الحياة الكريمة.

شدد الأمير سعود على دور الرياضة كأحد أهم جوانب الرعاية. حيث تم إطلاق “نادي التميز الرياضي” بالتعاون مع مركز التميز للتوحد، ليكون الأول من نوعه في المملكة، ويهدف إلى توفير بيئة رياضية متكاملة تساهم في تحسين حالات ذوي التوحد. وأكد على أن هذه المبادرات ستستمر في الانتشار لتعم الفائدة على الجميع.

تؤكد جمعية أسر التوحد على أهمية الاعتماد على الحلول الرقمية في تقديم خدماتها، حيث أصبح بإمكان الأسر الاستفادة من منصتها الرقمية لتسهيل الوصول للخدمات، مما يعكس رؤية الجمعية في توسيع نطاق خدماتها. ومن الجدير بالذكر أن الجمعية قد حصلت مؤخرًا على جائزة “Green World Award” تقديرًا لجهودها ونجاحاتها في خدمة هذه الفئة. إن عمل الجمعية المستمر يؤكد التزامها العميق بتقديم الدعم والمساندة لكل من يحتاج إليه، وتمكين ذوي التوحد من عيش حياة أفضل.