دراما ‘الجاني بريء’: من يدفع ثمن المشاهدة في السعودية؟

أثر الدراما على المجتمع

تؤثر الدراما، ولا سيما في المملكة، بشكلٍ ملحوظ على القيم الدينية وتساهم في تنمية العنف ورفع نسب الإدمان. تشير دراسات متعددة إلى قدرة الدراما على التفاعل مع مشاعر الجمهور من خلال عمليات نفسية مثل التقمص الوجداني والاستثارة العاطفية. نتيجة لذلك، يمكن أن تزرع الدراما، خاصةً التلفزيونية، قيمًا وسلوكيات معينة، بل وتعمل على انتزاع أخرى من النسق القيمي للأفراد. علاوةً على ذلك، فإنها تعالج قضايا اجتماعية معقدة وتقدم حلولًا معينة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في كيفية تعامل الأفراد مع مشكلاتهم.

التأثير السلبي للدراما

تظهر العديد من الدراسات المحلية والعربية والدولية أثر الدراما السلبي على تشكيل الهوية المجتمعية، حيث تساهم في تعزيز العنف والكراهية، فضلاً عن تقويض الهوية الوطنية. هذه الأعمال الفنية قد تؤدي إلى نشر ثقافات غير متوافقة مع القيم الإسلامية، وبالتالي تؤثر سلبًا على الحياة الأسرية خصوصًا من خلال رفع نسب الطلاق والعنوسة. في السياق السعودي، تناولت الدراسات تأثير الدراما على الجمهور، بما في ذلك تأثير المسلسلات التركية على الشباب الأردني، حيث أظهرت الآثار السلبية من خلال تصعيد العنف والطلاق نتيجة لما تقدمه هذه المسلسلات من مشاهد مثالية غير واقعية.

علاوةً على ذلك، تكشف الدراسات عن تأثير البرامج التلفزيونية الأجنبية على القيم لدى الشباب اللبناني والسعودي، مشيرةً إلى تدني التزام الأفراد بالقيم الدينية والروحانية. ومن جهة أخرى، الدراما السعودية شهدت تحولات جذرية لتعكس الواقع الاجتماعي والثقافي، مظهرةً قضايا مثل الصراعات الأسرية والتحولات الاجتماعية. ومن الأمثلة على ذلك مسلسل “شارع الأعشى” الذي يعرض تطورات حياتية واجتماعية في فترة السبعينات، وبينما يعكس جوانب من الواقع، إلا أنه أيضًا مثير للجدل بسبب تصويره لمنظومات قيمية وصراعات.

تسعى الدراما السعودية حاليًا إلى تصوير قضايا مجتمعية أكثر اتساعًا، مُنطلقةً من الموضوعات التقاليد والأمور العائلية لتشمل موضوعات سياسية وثقافية واقتصادية. هذا التطور يعكس محاولة المبدعين للتكيف مع التحولات السريعة التي يشهدها المجتمع. في نهاية المطاف، يتطلب الأمر دراسات علمية لفهم تأثير هذه الفنون البصرية على المشاهدين وتعزيز الإيجابيات والتقليل من السلبيات.