شمس تُضيء آفاق الإبداع من خلال غرفة البودكاست للمواهب الجديدة

تتجاوز تجربة الصوت في مدينة الشارقة للإعلام «شمس» حدودها التقليدية، لتتحول إلى وسيلة للتغيير وبناء الهوية الرقمية. وقد دشّنت «شمس» مؤخرًا مشروع غرفة «البودكاست»، التي توفر بيئة إعلامية متطورة واحترافية للمبدعين لإنتاج المحتوى المرئي والمسموع، مما يعزز من مكانة الإمارة في ميدان الإنتاج الرقمي الحديث. ومع تزايد نمو صناعة «البودكاست»، تعكس هذه الخطوة التزام إمارة الشارقة المستمر بتطوير المشهد الإعلامي الإقليمي ودعم الصناعات الإبداعية، إلى جانب توفير البنية التحتية المتقدمة لصناع المحتوى، مما يعزز من دور الإمارة كمركز ريادي للمحتوى العربي المعاصر.

صناعة البودكاست

في قلب هذا الفضاء الصوتي، تُروى الحكايات باللهجة المحلية والفصحى، مما يجسد روح الشارقة ورسالتها في دعم الإعلام الهادف والهوية العربية. حيث أكد راشد العوبد، المدير العام لمدينة «شمس»، أن «البودكاست» أصبح أداة حيوية لتشكيل الرأي العام وبناء المجتمعات الرقمية، وأن الغرفة تجسد الرؤية لتحويل المدينة إلى مركز إقليمي رائد للإعلام الحديث، مما يتيح للشباب المنصات اللازمة للتعبير عن أفكارهم. الغرفة تمثل دعوة مفتوحة لكل ذي شغف لتقديم محتوى هادف يعكس هويتنا ويلبي تطلعات الأجيال الجديدة.

بيئة مهنية

تم تدشين الغرفة لتكون مبادرة تهدف إلى تمكين صناع المحتوى وتوفير بيئة مثالية لتسجيل وإنتاج حلقات «البودكاست» بمواصفات عالمية. تعكس هذه الخطوة الجهود المستمرة لتوفير بنية تحتية تدعم الصناعات الإبداعية، مما يمنح الأفراد والمؤسسات فرصة الوصول إلى أدوات الإعلام العصري. تعتبر الغرفة الجديدة نقلة نوعية في إنتاج المحتوى الصوتي والمرئي، حيث تتجاوز مفهوم الاستوديو التقليدي لتصبح فضاءً إبداعياً يتضمن تجهيزات تقنية عالية الجودة وجو احترافي، مما يمكّن كل صاحب صوت من تقديم محتوى مؤثر للجمهور.

خطوة نحو المستقبل

تندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية شاملة تسعى إلى تحفيز الابتكار في الإعلام الرقمي، عبر تقديم بنية تحتية متقدمة وبيئة داعمة للمواهب، تحقيقاً لرؤية الشارقة كعاصمة للثقافة والفكر والإبداع العربي. منذ افتتاحها، سجلت الغرفة أكثر من 50 حجزًا، مع تجاوز مدة التسجيل 172 ساعة، مما يدل على الإقبال الكبير وجودة الخدمة المقدمة. الغرفة مزودة بأحدث المعدات الاحترافية، بدءًا من أنظمة التسجيل المتطورة والميكروفونات عالية الدقة، وصولاً إلى برامج المونتاج التي تلبي احتياجات الإنتاج.

التعاون والتدريب

تسعى «شمس» إلى دعم مستخدميها عبر توفير واجهة إلكترونية سهلة الاستخدام لحجز الغرفة، إلى جانب فريق دعم تقني يقدم المساعدة على مدار العملية. الغرفة ليست مخصصة للمحترفين فقط، بل هي مساحة مفتوحة للجميع، من الهواة إلى المتمرسين، تهدف لتكون منصة متكاملة للتعلم والإنتاج. بالإضافة إلى خدمات التسجيل، ستطلق «شمس» سلسلة من الورش التدريبية لتمكين المشاركين من اكتساب المهارات اللازمة لصناعة «البودكاست» بالاشتراك مع خبراء محليين ودوليين.

استثمار فعّال

توفر غرفة «البودكاست» في «شمس» استثمارًا واعدًا في مستقبل الصناعة محليًا وإقليميًا، حيث تتيح بيئة تجمع بين التقنيات الحديثة والتجهيزات الاحترافية، إلى جانب الدعم المستمر لصناع المحتوى. في إطار التزام إمارة الشارقة برؤية واضحة لدعم الإبداع، تستمر «شمس» في فتح آفاق جديدة للنمو، لتكون وجهة رائدة في صناعة الإعلام الرقمي العربي، ترجمة لتطورات العصر وتعزيز الصوت العربي في المشهد العالمي.