التوترات الأمريكية الإيرانية وتأثيرها على الصراع في الشرق الأوسط
بينما يسعى بعض المشرعين الأمريكيين لتجنب تدخل الولايات المتحدة في النزاع القائم بين إيران وإسرائيل، يواصل الرئيس دونالد ترمب الضغط على الحكومة الإيرانية للتوصل إلى اتفاق ينهي برنامجها النووي. تتصاعد المخاوف من احتمال نشوب صراع أوسع نتيجة لهذه التطورات، لاسيما مع التحركات الحالية التي يقوم بها البيت الأبيض، والتي تشمل احتمال لقاء بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وقد أشارت مصادر أمريكية إلى أن ترمب قد أصدر توجيهات لفريقه لاستكشاف إمكانية عقد اجتماع مع المسؤولين الإيرانيين في أسرع وقت ممكن.
تحولات في السياسة الأمريكية تجاه الصراعات الخارجية
في هذا السياق، أعلن النائب الجمهوري توماس ماسي عن عزم قيادته لحملة في مجلس النواب تستهدف منع أي تدخل أمريكي في الصراع المتفاقم، وأكد أنه سيقدم مشروع قانون مشترك بين الحزبين مخصصاً لصلاحيات الحرب. وأوضح أن هذه المسألة ليست من اختصاص الولايات المتحدة، وإذا كان هناك تدخل، فإن الكونغرس هو الجهة المخولة لاتخاذ مثل هذه القرارات حسب الدستور.
ويبدو أن شبكة CNN قد استبعدت فرص طرح هذا القرار في مجلس النواب، مشيرة إلى أنه عندما تم تبني خطوة مشابهة في العام 2020 من قبل أعضاء ديمقراطيين، لم يحظَ بمساندة كافية من الجمهوريين. من ناحية أخرى، قدم السيناتور الديمقراطي تيم كين اقتراحاً يهدف إلى الحد من قدرة برمجة الصراع العسكري الأمريكي ضد إيران، مؤكداً على أن الخيار العسكري يجب أن يكون حلاً يتم اللجوء إليه فقط للدفاع عن المصالح الوطنية للولايات المتحدة.
بينما اتهم السيناتور بيرني ساندرز إسرائيل بالتوقيت الاستراتيجي لتصعيد الهجمات على إيران بهدف التأثير السلبي على محادثات البرنامج النووي، ينادي بضرورة تفادي اندلاع الحرب. وأكد أنه وفقاً للدستور الأمريكي، لا يجوز استخدام القوة العسكرية ضد إيران أو أي دولة أخرى بدون موافقة الكونغرس. تتعاظم الأصوات بين بعض الجمهوريين التي تنادي بتجنب الدخول في نزاع عسكري، حيث أعرب السيناتور راند بول عن أمله بعدم استجابة ترمب للضغوط الإسرائيلية.
تشير التقارير إلى أن الرئيس ترمب طلب من فريقه الالتقاء بالمسؤولين الإيرانيين في أقرب فرصة لفهم الجدية الإيرانية بشأن الدبلوماسية. وأفاد مسؤول أمريكي بأن الوضع يتجه نحو احتمالات إيجابية، مع تواصل غير رسمي بين إيران وإسرائيل عبر وسطاء. من أجل تجهيز خيارات إضافية، تم نقل عدد كبير من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا من قبل الجيش الأمريكي وسط حالة تصاعد التوترات في المنطقة، مما يشير إلى استعدادات محتملة لاستخدام القوة العسكرية إذا استدعى الأمر.
داخل إدارة ترمب، يظهر انقسام حول مسألة المشاركة في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، حيث تعتقد بعض القيادات العسكرية أن المشاركة ستكون مبررة، في حين يعارض آخرون ذلك، بما في ذلك بعض من مؤيدي ترمب. ومن المتوقع أن تكون الكلمة الأخيرة في هذا الشأن بيد ترمب نفسه.

تعليقات