وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن اليوم الثلاثاء عن تصفية علي شادماني، الذي تم تعيينه مؤخرًا رئيسًا لأركان الحرب في الجيش الإيراني، حيث نفذت العملية عبر استهداف مقر في وسط العاصمة طهران. وقد تزامن ذلك مع إطلاق إيران دفعة من الصواريخ على إسرائيل. وأوضح الدويري أن تغيير القيادة العسكرية العليا في إيران بشكل متكرر، مثل كل 48 ساعة، يعتبر غير مقبول ويؤدي إلى اضطراب هيكلي في عمليات صنع القرار وبالتالي يضعف القدرة على إدارة العمليات المعقدة، خاصة في ظل تصاعد التوتر الإقليمي.
الدويري: الثغرات الأمنية الإيرانية وتأثير اغتيال القيادات
وفي سياق متصل، شدد الدويري على أن القادة العسكريين في المناصب الحساسة يجب أن يكونوا في مواقع آمنة، وألا يعتمدوا على أي وسائط اتصال يمكن تتبعها. وأشار إلى أن من غير المنطقي أن يكون رئيس الأركان في بداية ولايته عرضة للخطر بهذا الشكل أمام جهاز استخبارات متطور مثل إسرائيل. ويرى الدويري أن القيادة العسكرية في إيران، وبخاصة في مناصب مثل رئاسة الأركان، تتطلب وقتًا لفهم التفاصيل الدقيقة للعمليات والاستخبارات واللوجستيات، مما يجعل التغييرات السريعة في هذه المناصب عامل ضعف كبير.
تحدث الدويري أيضًا عن الأثر النفسي الذي قد تتركه عمليات تصفية القيادات العسكرية، مشيرًا إلى أن إحساس القادة الإيرانيين بالتوتر والتهديد في بيئة غير آمنة يؤثر على كفاءة اتخاذ القرار في المستويات العليا. وأكد أن الأثر النفسي لهذه العمليات لا يقل خطورة عن الأثر المادي، حيث يزرع هاجس المطاردة والاغتيال بين القادة.
رسائل إسرائيل وتأثيرها على القيادة الإيرانية
وأشار الدويري إلى أن إسرائيل تسعى إلى إيصال رسائل متعددة من خلال هذه الضربات، حيث تهدف إلى إظهار عمق الاختراق الأمني وتوجيه صفعة نفسية للقيادات العليا الإيرانية، مفادها عدم أمان أي موقع مهما كانت أهميته. وأكد أن هذا الخط التصعيدي المتواصل يتطلب من إيران تعزيز حماية قياداتها ومراكزها الحيوية، وهو ما يعتبر أولوية قصوى في الفترة المقبلة.
وأضاف أن على طهران أن تعتمد على نظام حماية متطور يشمل القيادات السياسية والعسكرية والعلماء لتعزيز بيئة آمنة وتجنب تحولهم إلى أهداف سهلة. وفي الختام، يشدد الدويري على أهمية تأمين القيادات والمراكز الحيوية وضمان عدم تعرضها للتهديدات المباشرة، لضمان القدرة على تنفيذ المهام الاستراتيجية بكفاءة ودون انقطاع.
تعليقات