02:06 م – الثلاثاء 17 يونيو 2025

الرئيس السوري أحمد الشرع
كتب
عادل عبدالمحسن
الصمت السوري تجاه العدوان الإسرائيلي
أبدت صحيفة نيويورك تايمز استغرابها تجاه الصمت التام للنظام السوري الجديد، المتمثل في المتطرفين الإسلاميين، إزاء الهجمات الإسرائيلية على إيران.
غموض الموقف السوري
ذكرت الصحيفة الأمريكية أنه بعد الهجمات الإسرائيلية الأكثر جرأة، سارعت العديد من الدول العربية إلى إدانة العدوان الإسرائيلي رغم عدم صداقتها الحقيقية لإيران. إلا أن الحكام الجدد في سوريا ظلوا صامتين بشكل ملحوظ. يعتقد المحللون أن هذا الصمت يعكس التحولات الجيوسياسية العميقة التي طرأت على البلاد منذ الإطاحة بنظام الأسد.
كان النظام السابق أحد أقرب حلفاء إيران، حيث قدم الدعم لها في بناء شبكة مقاومة ضد إسرائيل. ومع ذلك، تعهدت الحكومة الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، بعدم السماح لأي جماعات مسلحة بشن هجمات على إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية، في ظل الظروف الحالية التي تتسم بالهشاشة السياسية.
أعطى ولاء الرئيس الشرع لإسرائيل دفعةً لرغباته في الحصول على دعم الدول الغربية، وسط تزايد الاستياء من إيران التي دعمت النظام السابق لمواجهة الميليشيات الإرهابية. باتت الأحداث الجارية تشكل فرصة للنظام السوري لإثبات ولائه لأعداء إيران وكسب الدعم الدولي.
أشار إبراهيم الأصيل، زميل في معهد الشرق الأوسط، إلى أن صمت الحكومة السورية يعد علامة على عدم انضمامها إلى المحور الإيراني، مؤكداً أنها ستلتزم بعدم استخدام الأراضي السورية لتوجيه هجمات ضد إسرائيل.
كما أبدى المسؤولون السوريون الجدد انفتاحاً على التعامل مع إسرائيل، حيث أجرت حكومة أحمد الشرع مؤخرًا محادثات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين حول قضايا أمنية، مما يعد تحولًا ملحوظًا بعد عقود من النزاع.
تقوم إسرائيل، التي تحتل مرتفعات الجولان، بتنفيذ غارات عسكرية على المواقع السورية بحجة حماية أمنها، لكن وتيرة هذه الغارات شهدت تراجعاً في الفترة الأخيرة. وتبحث الولايات المتحدة عن فرص لتعزيز العلاقات بين سوريا وإسرائيل، مما قد يضع الحكومة السورية في موقف الاستجابة لمطالب أخرى. في إطار ذلك، تأمل الحكومة السورية الجديدة في زعزعة القوة الإيرانية وتقليل نشاطها في المنطقة، الأمر الذي قد يتيح لها مزيدًا من النفوذ.
بالرغم من التحديات المحيطة، يخشى السوريون من تدهور وضعهم الأمني، خاصًة مع تجدد الهجمات بين إيران وإسرائيل. السكان في مناطق مثل درعا يعانون من الأجواء المقلقة، حيث يتواجدون تحت الضغط النفسي المطلق نتيجة تصاعد الأعمال العدائية. ومع ذلك، تظل آمالهم في تحقيق السلام قائمة، متمسكين بفكرة أن البلاد يجب أن تبقى بعيدة عن النزاعات الإقليمية.
تعليقات