بركان عملاق على المريخ يبلغ ارتفاعه 12 ميلاً ويمتد عبر السحب

بركان المريخ جبل أرسيا مونس يخترق السحب

تنقل صورة حديثة نشرتها وكالة ناسا مشهدًا مذهلاً لبركان المريخ “جبل أرسيا مونس”، الذي يعد من أكبر البراكين على سطح الكوكب الأحمر. يتميز هذا البركان بارتفاعه الذي يتجاوز 12 ميلاً (20 كيلومترًا) وقطره الذي يصل إلى 270 ميلاً (450 كيلومترًا)، مما يجعله عملاقًا مقارنةً ببركان ماونا لوا على الأرض، والذي يرتفع 6 أميال (9 كيلومترات) فقط عن قاع البحر. يُظهر البركان في الصورة كيف يخترق السحب التي تتكون نتيجة لتغيرات حرارية في الهواء المحيط به، وهو ما يجعله مُغلفًا بريشة سحابية كثيفة خاصةً في الأوقات التي يكون فيها المريخ أبعد عن الشمس.

جبل أرسيا مونس كأحد أعظم البراكين

يقع جبل أرسيا مونس في مجموعة تضم ثلاث براكين تُعرف بـ “جبال ثارسيس”، التي تتموضع في النصف الغربي من كوكب المريخ. يقال إن انحراف هذه البراكين يشير إلى وجود صدع كبير أدى إلى تكوينها، وفقًا للبحث العلمي. وتعتبر هذه الصورة الملتقطة من مركبة فضائية تابعة لناسا، هي الأولى من نوعها التي تكشف عن قمة البركان وما يحيط بها، مما يمنح العلماء نظرة فريدة تشبه تلك التي يمكن أن يراها رواد الفضاء من محطة الفضاء الدولية.

يُعتبر جبل أرسيا مونس البركان الأبعد جنوبًا في مجموعة جبال ثارسيس، والذي يتيح له ظروفًا فريدة تؤدي إلى تجميع الغيوم المكونة من جليد الماء في الغلاف الجوي. في الواقع، تحتوي الغلاف الجوي للمريخ على بخار ماء أكثر من الطبقات العليا من غلاف الأرض، مما يؤدي إلى تكوين غيوم كثيفة تحيط بالبركان في معظم أوقات العام. في الوقت ذاته، تتشكل مناطق أخرى من هذا الكوكب خلال العواصف الغبارية والمكونة من غازات ثاني أكسيد الكربون، ما يجعل دراسة تشكيلات السحاب في المنطقة عنصرًا حاسمًا لفهم أنماط الطقس والعواصف على المريخ بطريقة أكثر عمقًا.

يوفر جبل أرسيا مونس فرصة فريدة لاستكشاف كيفية حدوث التغيرات الجوية على كوكب المريخ. ومن خلال تحليل هذه السحب، يمكن للعلماء استكشاف الفرضيات حول تطور العواصف وظروفها المناخية، مما يسهم في توسيع فهمنا لهذا الكوكب البعيد.