طرابلس تعيش هدوءاً حذراً وسط تصاعد التحشيدات واستمرار الرحلات في معيتيقة

الهدوء الحذر في طرابلس: صراع الميليشيات وتداعياته

سادت حالة من الهدوء الحذر في العاصمة الليبية طرابلس يوم الاثنين، بعد ساعات من تجدد الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة المناوئة وتلك التابعة لـ«حكومة الوحدة» المؤقتة، التي أكدت التزامها بالصمت تجاه الأحداث. وفي الوقت نفسه، اعتبر رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أن مدينة مصراتة، التي تعد مسقط رأسه، «ركيزة للاستقرار وصمام أمان للدولة المدنية».

التوترات المستمرة والاحتقان العسكري

ورغم الهدوء النسبي، استمر التحشيد العسكري في طرابلس، مما يثير المخاوف من احتمال تجدد القتال في أي وقت، وفقاً لمراقبين محليين. وقد دعت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» إلى ضرورة الحفاظ على ما وصفته بـ«الهدنة الهشة» والالتزام بالترتيبات الأمنية التي أقرها المجلس الرئاسي، مؤكدة على أن جميع التشكيلات المسلحة يجب أن «تعود إلى ثكناتها».

اجتماع عاجل عُقد في «قاعدة معيتيقة» لم يثمر عن نتائج حاسمة، لكنه أسفر عن اتفاق إضافي لتهدئة الأوضاع بعد انهيار هدنة وقف إطلاق النار فجراً بين «جهاز الردع» و«جهاز الأمن العام». وزارة الدفاع في «حكومة الوحدة» ذكرت أنها تمكنت من «ضبط الموقف وفرض احترام الهدنة»، مؤكدة على تدخلها الميداني بعد ملاحظة تحركات مريبة في بعض أنحاء العاصمة.

التحذيرات من تكرار الانتهاكات الأمنية بارزة، حيث أعلنت الوزارة استعدادها «لاتخاذ ما يلزم لضمان احترام السيادة الأمنية». قناة «ليبيا الأحرار» عرضت لقطات تُظهر عودة حركة السير في بعض المناطق، بينما أكدت جهات رسمية استقرار الأوضاع، رغم تلقي بلاغات من بعض المواطنين عن الحاجة لإجلاء العائلات.

فيما يتعلق بالوضع في المطار، نفى مسؤولو مطار معيتيقة الدولي وكذلك شركات الطيران المحلية أي تعليمات بإغلاق المجال الجوي، مؤكدين أن الرحلات تسير بشكل طبيعي. وتركزت الاشتباكات في منطقتي الفرناج وعين زارة، مما أدى إلى أضرار في المواقع المحيطة، بما في ذلك حريق في مقبرة مجاورة.

من جهة أخرى، أعلن «حراك أبناء سوق الجمعة» عن قلقه من خرق الهدنة ودعا للحفاظ على الأمان والابتعاد عن اختبار الصبر. كما أبدى «اللواء 444 قتال» استياءه من انتقادات إعلامية وصفها بالتحريض، مشيراً إلى جهود وحداته في مكافحة تهريب المخدرات.

في سياق متصل، أعرب الدبيبة عن أهمية مدينة مصراتة في استقرار البلاد خلال لقائه مع أعيان المدينة، مشدداً على ضرورة التعاون مع جميع المدن الليبية لتحقيق الأمن. كما قامت رئيسة البعثة الأممية بتكريم كتيبة من وحدة «الحرس الأممي» تقديراً لدورها في تأمين مقار البعثة.

المسؤولون الصينيون أعربوا عن أملهم في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا قريباً، معززين رغبتهم في تطوير العلاقات الثنائية.