موسكو: فرص إنقاذ الاتفاق النووي مع واشنطن معدومة

انهيار الاتفاق النووي بين روسيا والولايات المتحدة

اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن فرص إنقاذ الاتفاق النووي الأخير مع الولايات المتحدة ضئيلة، حيث سينتهي سريانه بعد ثمانية أشهر، وذلك بسبب العلاقات “المدمرة” بين البلدين.

فشل الاتفاقات الثنائية

قال ريابكوف إن مشروع الدفاع الصاروخي المعروف بـ”القبة الذهبية” الذي اقترحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يعد عاملاً “مزعزعا للاستقرار بشكل كبير”، مما يعرقل جهود السيطرة على الأسلحة النووية، وفقاً لما نقلته وكالة تاس الروسية.

يُعتبر الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وروسيا، المعروف بـ”معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (New START)”، هو الاتفاق الثنائي الأخير الذي ينظم تقليص الأسلحة النووية بين الدولتين. تم توقيع المعاهدة في 8 أبريل 2010، ودخلت حيز التنفيذ في 5 فبراير 2011، بهدف تقليص arsenal النووي الاستراتيجي وتوفير آلية للتحقق من الالتزام بشروطها.

في 21 فبراير 2023، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة، مشيراً إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة كانت “مدمرة”، وأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا كان هو السبب الرئيسي لذلك القرار. في ذات الإطار، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنها ستظل ملتزمة بالحد الأقصى للأسلحة النووية المحدد في المعاهدة، لكنها توقفت عن القيام بالتفتيشات وتبادل المعلومات، كما أفادت صحيفة “الغارديان”.

من المقرر أن تنتهي المعاهدة في 5 فبراير 2026، ولا توجد حتى الآن أي مفاوضات ملموسة أو اتفاقيات جديدة لاستبدالها. وأوضحت روسيا أنها لا تمتلك مقترحات حالياً لاستبدال المعاهدة بعد انتهاء فترة سريانها.

وقد أبدى مراقبون سياسيون قلقهم من أن انهيار هذه المعاهدة قد يؤدي إلى بداية سباق تسلح نووي جديد، خاصة في ظل تزايد القدرات النووية لدول أخرى مثل الصين. ويرى هؤلاء أن التطورات التكنولوجية، مثل الأسلحة الفضائية والذكاء الاصطناعي، تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاقات فعالة للحد من الأسلحة النووية.