في تجسيد للروح الإنسانية والمبادئ الأساسية، قامت سفينة أسطول الحرية «مادلين» بتغيير مسارها استجابة لنداء استغاثة من قارب طالبي اللجوء، حسبما أوردت قناة «الجزيرة». وأكدت المصادر أن السفينة، التي تهدف خرق الحصار المفروض من إسرائيل على قطاع غزة، ستتوجه إلى القارب وتتعامل بما يتناسب مع القوانين الدولية.
أسطول الحرية: مهمة إنسانية في خطر
انطلقت السفينة «مادلين» من جزيرة صقلية الإيطالية قبل أيام، وهي تحمل على متنها 12 ناشطًا دوليًا يسعون لتقديم المساعدات الإنسانية ورفع الحصار عن غزة. هذه الخطوة جاءت بعد محاولة سابقة فشلت بسبب هجوم إسرائيلي أدى إلى تعطيل سفينة أخرى في مياه البحر الأبيض المتوسط.
جهود كسر الحصار والتحديات القائمة
في سياق التطورات، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لمواجهة أسطول الحرية، حيث تم نشر قوات عسكرية على سواحل التوتر. لم يتم بعد حسم كيفية التعامل مع السفينة، ولكن تشير المعلومات العسكرية إلى أن المحتجين قد يتلقون تحذيرات مباشرة بعدم الاقتراب من المنطقة.
الصحيفة الإسرائيلية أوضحت كذلك أنه في حال تجاوز المحتجين للأوامر أو تصرفوا بشكل استفزازي، فقد يتم السيطرة على السفينة واعتقال الناشطين وتوجيهم إلى ميناء أسدود للترحيل. وتشير التقارير إلى أن وحدة كوماندوز النخبة «شاييطت 13» تتابع الوضع عن كثب وتستعد للتعامل مع أي سيناريو يتطلب تدخلها.
وفي التفاصيل، أفاد النشطاء على متن «مادلين» أنهم شهدوا طائرات مسيرة تقترب منهم بشكل مقلق خلال الليل، مما دفعهم لتطبيق تدابير السلامة مثل ارتداء سترات النجاة، خوفًا من استهداف السفينة أو محاولة إغراقها. لم يتم توضيح أسباب وجود هذه الطائرات.
تعتبر «مادلين» السفينة رقم 36 في التحالف الدولي لأسطول الحرية، الذي يسعى لتقديم الدعم للفلسطينيين ويعلن عن عزمهم المستمر على كسر الحصار المفروض على غزة. يشار إلى أن تاريخ الاحتلال مليء بمحاولات تصدي للمبادرات الإنسانية، بما في ذلك الهجوم الذي تعرضت له السفينة «مافي مرمرة» في عام 2010، والذي أسفر عن مضاعفات إنسانية وخسائر بشرية. يسعى أسطول الحرية منذ انطلاقته في مثل هذا العام لعام 2010 إلى تحقيق أهداف إنسانية والتضامن مع الفلسطينيين ضد الحصار الإسرائيلي.

تعليقات