المنازل الذكية: جواسيس صامتة تهدد خصوصيتك
في عصر الاستخدام المتزايد للأجهزة الذكية، أصبح من الشائع أن يمتلك كل منا جهازًا ذكيًا في منزله. تتنوع هذه الأجهزة من المكانس الكهربائية الروبوتية إلى كاميرات المراقبة والثلاجات الذكية وأجهزة الطهي، ورغم ما تقدمه من مزايا كبيرة في تسهيل الحياة اليومية، إلا أنها تحمل مخاطر خفية تتعلق بكشف بياناتك الشخصية.
أجهزة المنزل الذكي
تعتبر المكانس الكهربائية الروبوتية من أبرز الأجهزة الذكية، حيث تتمتع بتقنية خرائط متطورة تستخدم الكاميرات وأجهزة الاستشعار لمسح تصميم المنزل. تقوم هذه الأجهزة بجمع بيانات عن كل نقطة في المنزل، بما في ذلك مواقع الأثاث والعوائق، ويتم تخزين معظم هذه المعلومات في السحابة لأغراض تحسين الذكاء الاصطناعي أو إقامة شراكات تجارية، مما يثير قلق المستخدمين حول إمكانية تسرب بياناتهم الشخصية.
أما أجهزة التلفزيون الذكية، فهي تراقب عادات المشاهدة لديك بفضل تقنية التعرف الآلي على المحتوى (ACR)، حيث تجمع معلومات شاملة عن كل ما تشاهده، وتوجهها إلى الشركات المصنعة ليتم بيعها للمعلنين. هذا يسمح لهم بإنشاء ملفات تعريف دقيقة عن المشاهدين وتقديم توصيات مخصصة، مما يعرض خصوصية المستخدمين للخطر.
وبالنسبة للمساعدين الصوتيين مثل أمازون إيكو وجوجل نيست، فإن تلك الأجهزة مصممة للاستماع إلى أوامر المستخدمين. إلا أن هناك مخاوف بشأن إمكانية تسجيلها لمحادثات غير مقصودة نظرًا لسوء تفسيرها للضوضاء الخلفية، مما يعني تجميع مقاطع صوتية قد تحتوي على لحظات خاصة يتم تخزينها ومراجعتها من قبل موظفين بشريين لأغراض الجودة.
كاميرات المراقبة، وبلا شك، تشكل واحدة من أكبر التهديدات للخصوصية. حيث تعمل معظمها على تسجيل المستمر، ويقوم العديد منها بتخزين اللقطات على خوادم الشركات، مما يجعلها متاحة لسلطات إنفاذ القانون عند الطلب، وهو ما يسبب القلق لدى العديد من المستخدمين.
أما عن الأجهزة المنزلية الذكية الأخرى مثل الثلاجات والأفران، فهي تتبع أنماط استخدامك بشكل يومي، من خلال رصد أوقات الاستخدام وتقديم تنبيهات عند نفاد المشتريات أو حتى اقتراح وصفات، مما يعني أن سلوكك اليومي يتم تجميعه وتحليله باستمرار لاستغلاله تجاريًا.
تعليقات