فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار بشأن غزة
فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو”. حيث صوت جميع أعضاء المجلس الأربعة عشر لصالح القرار، بينما اعترضت الولايات المتحدة. وأوضحت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا أن بلادها لن تؤيد أي إجراء لا يدين حماس ولا يدعوها إلى نزع سلاحها ومغادرة القطاع، مشيرة إلى أن واشنطن ستستمر في جهودها للإفراج عن المحتجزين، بمن فيهم أربعة أمريكيين لا زالوا في قبضة حماس.
مأزق قرار مجلس الأمن
أكدت دوروثي شيا أن حماس رفضت عدة مبادرات لوقف إطلاق النار، وأنه لا يمكن لمجلس الأمن مكافأة الجماعة بينما تواصل تهديدها لإسرائيل، مشددة على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. كما اعتبرت المندوبة الأمريكية أنه من غير المقبول أن الأمم المتحدة لم تضع حماس على قائمة الإرهاب. من جانبه، وصف مسؤول في الخارجية الأمريكية مشروع القرار بأنه مخزٍ وغير جاد، بزعم أنه قد يمكّن حماس من تنفيذ هجمات مستقبلية، ويقوض الجهود الدبلوماسية لوضع حد للصراع.
وفي موقف آخر، ذكرت مندوبة بريطانيا بمجلس الأمن أن بلادها أيدت مشروع القرار الذي يطالب بوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، مشددة على أن الوضع في غزة لا يحتمل. وبحسب تقارير من موقع أكسيوس، أفادت واشنطن الحكومة الإسرائيلية بأنها ستستخدم حق النقض ضد هذا المشروع.
يعد تصويت مجلس الأمن الأخير الأول منذ نوفمبر الماضي، عندما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار مماثل. تاريخيا، يعود آخر قرار لمجلس الأمن إلى يونيو 2024، عندما تم اعتماد خطة أمريكية تتعلق بوقف إطلاق نار يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين، لكن الهدنة لم تتحقق إلا في يناير 2025 قبل أن تنتهكها إسرائيل.
يأتي هذا التصويت في وقت يعاني فيه قطاع غزة من حوادث إطلاق نار يومية، عقب إنشاء نقاط لتوزيع المساعدات برداء الدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو نظام اعتبرته الأمم المتحدة غير قادر على معالجة أزمة الجوع المتفاقمة، معتبرة أنه قد يتيح لإسرائيل استخدام المساعدات كسلاح. كما يدعو مشروع القرار إلى استعادة الخدمات الإنسانية الأساسية بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي.

تعليقات