الأزمة الإسرائيلية: التخبط والتأزم
وصف الصحفي نحميا شتراسلر الوضع الحالي في إسرائيل بأنه مضطرب بطريقة مدروسة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لخلق أحداث وتعليقات مستمرة تجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين الحقائق والأكاذيب، وكذلك بين الخير والشر، والنجاح والفشل.
الوضع المتأزم في إسرائيل
نصح الكاتب، في مقال له بصحيفة هآرتس، بتجنب متابعة الأخبار خلال النهار، محذرًا من أن هذا قد يؤدي إلى شعور بالدوار نتيجة لتدفق الأحداث وكأنها حدثت في يوم واحد. حيث تشمل هذه الأحداث العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في غزة، والمقاطعات من قبل دول العالم، وإلغاء الرحلات الجوية، وتعيينات غير طبيعية، بالإضافة إلى تهديدات بإقالة النائب العام، واقتراحات لقوانين غير منطقية، وتراجع حاد في النمو الاقتصادي.
وحسب شتراسلر، فإن الهدف من هذه الفوضى هو إلهاء الشعب عن مسؤولية نتنياهو عن المجزرة والفشل الذي رافق الحرب. فقد كان يستغل الأوضاع لصرف الأنظار عن الأخبار المقلقة عبر خلق ضجة إعلامية كل يومين.
يشبه شتراسلر نتنياهو بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث يعتقد أن كليهما يمتلكان أساليب مشابهة في إدارة فوضى الأحداث، ولكنه يؤكد أن ترامب أكثر تقلبًا وسرعة في تغيير مواقفه، حيث يعلن عن سياسات جديدة متسرعًا ثم يتراجع عنها بسرعة، مما أدى إلى استقالة مستشارين لأسباب مشابهة.
في المقابل، أشار الكاتب إلى أن نتنياهو يغرق إسرائيل في أزمات متتالية. فقد كنا نعتقد أن الأحداث تدهورت بعد الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الآن، مع استمرار الفشل في إدارة النزاع، وزيادة الانقسام الداخلي، وتدهور الوضع الاقتصادي، أصبح الوضع أكثر دقة ووهنًا.
يستعرض الكاتب أخطاء نتنياهو السابقة في إدارة الصراعات مع حماس وحزب الله وإيران، مشيرًا إلى أنه يقود البلاد نحو هزيمة سياسية استراتيجية قد تعزز من مكانة حماس على الصعيد الدولي وتسرع بعملية تحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة.
كما يذكر شتراسلر أن نتنياهو كان يستطيع إنهاء النزاع منذ عدة أشهر، عندما أبدت مصر استعدادها لتولي إدارة القطاع بدلاً من حماس، ولكنه يبدو أنه يفضل إبقاء الوضع معقدًا. يسعى لتحقيق انتصار يبرئه من المسؤولية عن المجزرة ويقنع الرأي العام بأنه محق.
مع تصاعد التوترات وتزايد الضغوط العالمية، بدأت أوروبا في تهديد إسرائيل بفرض عقوبات اقتصادية، في الوقت الذي يبدو أن نتنياهو مشغول بأزمته الشخصية المرتبطة بقضيته القانونية. تتضح نواياه في جعل الجميع يشاركونه في المصير السيء إذا تم سجنه، حيث يسعى لإغراق الجميع في تفاصيل النزاع المتعلق بغزة.
في النهاية، يتوقع الكاتب أن يغادر نتنياهو إسرائيل عندما يتعمق الوضع ويزداد سوءًا، ليعيش في ملجأ أعده له ابنه خارج البلاد، بينما يشهد انهيار وطنه ويعبر عن استهزائه المعهود بسذاجة الجميع حوله.

تعليقات