السعودية تعلن رسمياً عن حظر بيع أنواع معينة من السجائر

أعلنت السلطات الصحية والرقابية في المملكة العربية السعودية عن مجموعة من القرارات الجديدة الهادفة إلى تقليل انتشار التدخين، وذلك من خلال زيادة الإجراءات الرقابية على بيع السجائر ومنتجات التبغ.

السعودية تمنع بيع أنواع معينة من السجائر

تتضمن هذه القرارات الرئيسية منع بيع السجائر المفردة، المعروفة محلياً باسم “الحبة”، بالإضافة إلى إلزام جميع نقاط البيع ببيع السجائر فقط في عبواتها الأصلية المغلقة. تأتي هذه الخطوة في إطار التزام المملكة المتزايد بمكافحة التدخين بين جميع فئات المجتمع.

قواعد تنظيم تجارة السجائر

ووفقًا للبيان الذي أصدرته هيئة الغذاء والدواء السعودية ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، تشمل الضوابط الجديدة:

  • حظر بيع السجائر بالتجزئة، سواء بالحبة أو بالوزن أو عبر تفكيك العبوة الأصلية.
  • إلزام متاجر بيع السجائر بعرض المنتجات في أماكن غير مرئية للعملاء، لتقليل الإعلان الترويجي غير المباشر.
  • منع بيع منتجات التبغ في محلات التموينات والبقالات الصغيرة إلا إذا كانت مرخصة وفق شروط محددة، مثل وجود رخصة بيع التبغ من الجهات المختصة.
  • تقييد عرض منتجات التبغ داخل المتاجر في خزائن مغلقة أو خلف الكاونتر لمنع الوصول المباشر من قبل الزبائن.
  • تشديد العقوبات والغرامات على المتاجر المخالفة، التي قد تصل إلى إلغاء الترخيص ومصادرة السلع.

تتوافق هذه القرارات مع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ التي وضعتها وزارة الصحة السعودية، والتي تهدف إلى خفض معدلات التدخين بنسبة 5% سنويًا لتحقيق مجتمع خالٍ من التبغ بحلول عام 2030، ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

الحكومة تتعاون مع عدة جهات تنفيذية، مثل اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ، لتفعيل برامج توعوية ودعم العيادات المتخصصة في معالجة الإدمان على التدخين. وفي تصريحات للصحافة، أكد مسؤول في وزارة الصحة أن بيع السجائر المفردة يعزز من ارتفاع معدلات التدخين، خاصة بين الشباب، إذ يسهل عليهم شراء سيجارة واحدة دون الحاجة إلى ميزانية كبيرة، مما يزيد من معدلات الإدمان ويعوق جهود التوعية والإقلاع.

شهدت هذه القرارات ردود أفعال إيجابية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من المواطنين والمقيمين عن ترحيبهم بالخطوة، معتبرين أنها انتصار للصحة العامة. في المقابل، أعرب بعض أصحاب المحلات الصغيرة عن قلقهم من تأثير هذه الإجراءات على مبيعاتهم، لاسيما في المناطق ذات الدخل المحدود.

ومع ذلك، أكدت الجهات الحكومية أنها ستوفر برامج دعم وتدريب للمنشآت التجارية لمساعدتها على التكيف مع الضوابط الجديدة. وقد تم الإعلان عن إطلاق حملات تفتيش دورية تستهدف نقاط بيع التبغ للتأكد من الالتزام بالتنظيمات الجديدة، إلى جانب برامج توعية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، توضح مخاطر التدخين وأهمية الالتزام بالضوابط الجديدة للحفاظ على الصحة العامة، لا سيما بين فئة الشباب.

تعتبر هذه الإجراءات استكمالًا للجهود السابقة التي اتخذتها المملكة، مثل حظر التدخين في الأماكن العامة، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ، وإلزام المصانع بطباعة التحذيرات الصحية والصور التوعوية على العبوات.