تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل في أوروبا الغربية
أظهرت دراسة جديدة أجرتها شركة “يوغوف” انخفاضًا كبيرًا في الدعم الشعبي لإسرائيل في دول أوروبا الغربية، حيث سجلت مؤشرًا يعتبر الأدنى منذ بدء جمع البيانات حول هذه القضية. هذا التغير الملحوظ يعكس تحولًا عميقًا في وجهات نظر المواطنين الأوروبيين تجاه السياسات الإسرائيلية، خاصة في ظل التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة. وفقًا للأرقام، تسجل نسبة التأييد الصافي لإسرائيل – التي تعبر عن الفارق بين الآراء الإيجابية والسلبية – مستويات غير مسبوقة من الهبوط في كل من ألمانيا وفرنسا والدنمارك، إذ بلغت النسب -44 و-48 و-54 على التوالي، مما يعني أن نسبة المعارضين تفوق بكثير نسبة المؤيدين في هذه الدول. بينما في إيطاليا وإسبانيا، وصلت معدلات التأييد الصافي إلى -52 و-55، وهي من أدنى الأرقام التي تم تسجيلها منذ بداية هذه الاستطلاعات في عام 2021. وحتى في بريطانيا، التي تميل عادة نحو مواقف أكثر اعتدالًا، فإن التأييد الصافي أظهر تراجعًا ليصل إلى -46، قريبا من أقل مستوى تاريخي له عند -49. عبر جميع الدول الست التي شملها الاستطلاع، لم تتجاوز نسبة المؤيدين لإسرائيل 21%، بينما فاقت نسبة الآراء السلبية 60%، مع بعض الحالات التي بلغت فيها هذه النسبة 70%، مما يعكس أزمة واسعة في صورة إسرائيل ضمن الرأي العام الأوروبي.
تحديات الدعم الشعبي لإسرائيل
تزامن هذا الانخفاض الحاد في الدعم الشعبي مع تصاعد الانتقادات العالمية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي عادت مجددًا بعد انهيار وقف إطلاق النار المؤقت في منتصف مارس. المرحلة الأخيرة من الهجوم شهدت فرض حصار صارم على شمال القطاع، مما أدى إلى أزمات إنسانية وصفتها منظمات الإغاثة بـ”شبه المجاعة”. وفق الإحصائيات، تجاوز عدد القتلى في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 الـ 54,000 شخص، بينما جاء هذا التصعيد ردًا على هجوم لمجموعة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن حوالي 1,200 قتيل وأسر حوالي 250 شخصًا، لا يزال عدد منهم محتجزًا حتى الآن. هذه الأرقام تتناقض مع الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام والسياسات الرسمية في بعض هذه الدول، مشيرةً إلى انقسام متزايد بين مواقف الحكومات والرأي العام. يبدو أن الرأي العام الأوروبي، الذي كان في السابق أكثر تعاطفًا مع إسرائيل أو على الأقل محايدًا، بدأ يطور نظرة أكثر انتقادًا تجاه سياساتها في الأراضي الفلسطينية، خاصة مع التغطية المستمرة للإنتهاكات الإنسانية. يتوقع المراقبون أن تؤثر هذه النتائج بشكل كبير على السياسة، حيث من المرجح أن يزداد الضغط الشعبي على الحكومات الأوروبية لإعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل، والعمل نحو اتخاذ مواقف أكثر تشددًا في المحافل الدولية، خاصة إذا ما استمرت الحرب وتصاعدت المعاناة الإنسانية في غزة.
تعليقات