مسؤول روسي: مفاوضات إسطنبول تهدف إلى النصر وليس السلام

التهديدات الروسية بعد الهجمات الأوكرانية

في سياق الرد على الهجمات الأوكرانية الأخيرة ضد روسيا، أطلق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، تصريحات تثير القلق، مهددًا بأن “الانتقام حتمي”. وأشار من خلال منصته على تلغرام إلى أن الشعور بالقلق تجاه هذا الانتقام يعد سمة بشرية طبيعية، وأنه لا مجال للهرب من العقاب الذي ستخضع له أوكرانيا.

وأكد ميدفيديف على أهمية تقدم الجيش الروسي، مشددًا على أن العمليات ستستمر حتى تدمير كل ما يُقدَّر له أن يُدمر. وأوضح أن الهجمات ستطال كل من يُعتقد أنه يستحق العقاب، واصفًا الوضع الحالي بأنه يتطلب استعدادًا لعمل عسكري شامل. كما أشار إلى أن المفاوضات المقامة في إسطنبول يجب أن ترتكز على تحقيق نصر سريع لروسيا، وليس على التسويات الجانبية أو الشروط غير المنطقية.

العمليات الهجومية الأوكرانية

في أحدث التطورات، قامت أوكرانيا بتنفيذ هجوم مفاجئ بواسطة الطائرات المسيّرة، متجاوزة الدفاعات الجوية الروسية عبر توجيه الهجمات من داخل الأراضي الروسية. وأشارت مصادر أوكرانية إلى أن الهجمات استهدفت مجموعة من المطارات العسكرية والمنشآت المرتبطة بالثالوث النووي الروسي، مما يدل على عمق واتساع الهجمات حتى وصل نطاقها إلى أكثر من 4000 كيلومتر في عمق سيبيريا.

مؤخراً، أفادت الجهات الأوكرانية أن القوات الروسية شنت هجمات في منطقة خاركيف أسفرت عن سقوط ضحايا، فيما تم استهداف مدينة تشيرنيهيف أيضًا، حيث سقطت طائرات مسيّرة على الشوارع والمباني السكنية، مما أسفر عن اندلاع حرائق وإصابة عدد من الأشخاص. حالة من الذعر والخوف سادت الأجواء نتيجة للاقتحامات الجوية التي تخللت الأحياء السكنية، وأفادت التقارير بأن نحو 20 شخصاً قد تلقوا المساعدة الطبية منهم ثمانية أطفال.

في بيان من وزارة الدفاع الروسية، تم تأكيد إسقاط 8 طائرات مسيّرة أوكرانية خلال الليل بواسطة أنظمة الدفاع الجوي، حيث تم تدمير ثلاث طائرات فوق شبه جزيرة القرم وطائرتين فوق مقاطعتي كورسك وبيلغورود، وطائرة واحدة فوق مياه بحر آزوف.

تأتي هذه الهجمات المتبادلة بعد اجتماع بين وفود من روسيا وأوكرانيا في تركيا، حيث كانت المحادثات تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي. ولكن، أصر الجانب الروسي على أن أي اتفاق لإنهاء الحرب يجب أن يتضمن تنازلات من الجانب الأوكراني تشمل التخلي عن أراض وإقرار قيود على جيشها. بالتالي، تبقى الأوضاع متوترة، حيث يظل مستقبل النزاع غير واضح ومرهونًا بمسارات معقدة تتعلق بالتحركات العسكرية والمعايير السياسية اللازمة لإحلال السلام.