تجمهر المدنيون الذين كانوا في أمس الحاجة لابتياع ما يسد جوعهم وجوع أطفالهم، مروراً بطوابير طويلة منذ ساعات الفجر، على أمل الحصول على المساعدات الغذائية. وعند فتح أبواب مركز المساعدات، تفاجأ الجميع بوابل كثيف من الرصاص يندفع من آليات الاحتلال، الذي استهدف بشكل مباشر الأجزاء العلوية من أجساد المتجمعين. وأسفرت هذه المجزرة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد أكثر من 30 مدنياً وإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم عشرات الإصابات الحرجة. وأكدت الوزارة أن كل شهيد وصل إلى المستشفيات كان قد تعرض لطلق ناري في الرأس أو الصدر، مما يبرز إصرار الاحتلال على ارتكاب الجرائم بحق المدنيين.
تعيش المستشفيات أوقاتاً عصيبة جراء الازدحام الشديد، مع نقص حاد في مستهلكات الجراحة والعناية المركزة ووحدات الدم. وقد وقعت المجزرة في منطقة “العَلَم” برفح، حيث تحولت مراكز توزيع المساعدات إلى “مصائد موت” كما وصف أحد الشهود، الذي قال إن “الخبز مغمس بالدم”، معبراً عن الفاجعة التي يعاني منها الفلسطينيون في القطاع المحاصر.
أكد مراسل الميادين في غزة أن “الاحتلال الإسرائيلي قد حول مراكز المساعدات إلى كمائن لاستهداف الفلسطينيين”، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال كانت تستخدم مكبرات الصوت لتوجيه رسائل مهينة إلى المتجمهرين، قائلة: “غزاوي جائع.. ارجع إلى بيتك”، قبل أن تفتح النار عليهم بشكل مباشر.
مشاهد توثّق المجزرة الإسرائيلية: رصاص الاحتلال يخترق طوابير الجوعى جنوبي غزة
تستمر معاناة غزة في ظل هذه الأحداث المأساوية، إذ تضج المدينة بالنداءات الإنسانية، بينما يظل المدنيون مدفوعين للبحث عن لقمة عيشٍ تقيهم مرارة الجوع والاحتياجات اليومية. يذكر أن هذا الحدث المؤلم هو جزء من معاناة مستمرة كانت ولا تزال تؤرق سكان القطاع، الذين يواجهون التحديات والمصاعب في كل يوم، في وقت أصبح فيه العيش في أمان حلماً بعيد المنال.
توثيق أحداث المجزرة وحقيقة النزاع
تظهر الوقائع اليومية في غزة حجم التوتر المتزايد والمعاناة التي تنجم عنه، مما يستدعي تضافر الجهود لإنهاء هذا النزاع وتحقيق العدالة. ليست الأحداث العسكرية وحدها ما يحتاج إلى التوثيق، بل ينبغي الانتباه إلى الأثر الإنساني الكبير الذي يتعرض له المدنيون. يعكس الوضع في غزة واقعًا مؤلمًا يتطلب من المجتمع الدولي الإسراع في تقديم الدعم والمساعدة، والعمل على إيجاد حل دائم للأزمة الإنسانية المستمرة.
تعليقات