إيكونوميست: تحليل أسباب الخلاف بين الدبيبة والقوى المسلحة في طرابلس

الاشتباكات المسلحة في طرابلس وتداعياتها على الحكومة

أفادت صحيفة إيكونوميست البريطانية أن الاشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس تعود إلى خلافات بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، والتشكيلات المسلحة التي كان يعتمد عليها، وذلك نتيجة ما أطلق عليه “أموال الخزينة”.

التوترات المالية وتأثيرها على الحكومة

وأضافت الجريدة في تقريرها أن تراجع أسعار النفط على الصعيد العالمي أثر بشكل سلبي على مدفوعات الحكومة، مما أدى إلى تفاقم غضب التشكيلات المسلحة ودفعها للبحث عن طرق بديلة للحصول على العوائد، مثل احتجاز مسؤولين من شركات الدولة كرهائن. وأكدت أن الأموال كانت السبب المباشر وراء هذا الشقاق.

ورأت إيكونوميست أن الدبيبة هو الطرف الأضعف على الرغم من الاعتراف الدولي الذي تحظى به حكومته مقارنة بخليفة حفتر. ولذا فقد اعتمد على تحالف غير مستقر من التشكيلات المسلحة، لكنها أشارت إلى أن نفوذ هذه التشكيلات نما إلى درجة جعلت الدبيبة يحاول تحديها، لكنه لم ينجح في ذلك.

وفي محاولة منه لحماية حكمه، دعا حراس الدبيبة عبد الغني الككلي، أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة، إلى اجتماع في 12 مايو، حيث تم قتله، مما أدى إلى تحولهم إلى جهاز يُعرف بـ “الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة” الذي يسيطر على المطار الرئيسي في طرابلس. ومع ذلك، استطاع الككلي مقاومة هذه الضغوط والسيطرة على نصف المدينة.

وفي الثناء على الوضع الحالي، أشارت الجريدة إلى أن آل حفتر يتطلعون للاستفادة من حالة الاحتقان في الغرب، حيث سعى هؤلاء إلى توسيع قاعدة حلفائهم منذ فشلهم في السيطرة على طرابلس في عام 2020، ويجري استعدادهم للتحرك من الزاوية والزنتان. كما تم رصد تحركات لحشد القوات في مدينتي سرت وغدامس، احتمالا لتشتيت انتباه التشكيلات المسلحة المنحازة للدبيبة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اعتبر أعضاء مجلس النواب في جلسة بتاريخ 19 مايو أن حكومة الدبيبة قد فقدت شرعيتها، واقترحوا تشكيل حكومة بديلة.

أما الدبيبة، ورغم استقالة عدد من وزرائه، فإنه لا يزال متمسكاً بالسلطة، وقام باستدعاء عدد من قادة التشكيلات المسلحة من مسقط رأسه بمصراتة لتأمين شوارع طرابلس. وقد ألقى خطاباً متلفزاً بعد إعلان الهدنة حيث وعد بإنهاء سيطرة التشكيلات المسلحة التي وصفهم بـ “القروش والمجرمين”. لكن الصحيفة البريطانية اعتبرت أن هذه المحاولة لإنهاء نفوذهم قد تضعف قبضته على الحكم، وأصبح الحديث بين الليبيين والدبلوماسيين عن نهاية حكم الدبيبة يتصاعد.

في ختام التقرير، أشارت إيكونوميست إلى أن الاضطرابات الأمنية الأخيرة قد زادت من الاستياء بين سكان طرابلس تجاه حكومة الدبيبة، خاصة بعد فشلها في إجراء الانتخابات الوطنية، والتي كانت مُقررة بعد مضي عشرة أشهر من تنصيب الحكومة في فبراير 2021.