الداخلية السعودية: رسوم 20 ألف ريال على بعض حاملي تأشيرات الزيارة للخروج من المملكة

مع اقتراب موسم الحج لعام 1446 هـ، أصدرت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية مجموعة من القرارات التنظيمية القوية التي تهدف إلى حماية قدسية المناسك وضمان الامتثال للأنظمة المعتمدة.

حاملو تأشيرات الزيارة سيدفعون 20 ألف ريال لمغادرة المملكة

تأتي هذه القرارات ضمن الجهود الرامية إلى منع التحايل على أنظمة الحج، خاصة من المستفيدين من تأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها. حيث رصدت الجهات المعنية ارتفاع محاولات استخدام هذه التأشيرات للدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بطرق غير نظامية.

تأشيرات الزيارة لا تمنح الحق لأداء مناسك الحج

أكدت وزارة الداخلية بشكل قاطع أن جميع تأشيرات الزيارة، سواء إن كانت عائلية، تجارية، علاجية أو سياحية، لا تمنح أصحابها الحق في تأدية فريضة الحج. الاستثناء الوحيد ينطبق على حاملي التأشيرات الرسمية المخصصة للحج، والتي تصدر عن الجهات المختصة وفقًا لضوابط ومعايير دقيقة وضعتها الحكومة السعودية.

تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل الازدحام، ومنع الفوضى، وتيسير أداء المناسك بطريقة تحافظ على الكرامة الإنسانية وتضمن سلاسة الشعائر في أجواء من الروحانية والانضباط.

غرامات صارمة

أحد القرارات الرئيسية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية هو فرض غرامة مالية تصل إلى 20,000 ريال سعودي على أي شخص يتم القبض عليه داخل مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) دون الحصول على التصريح الرسمي للحج، وذلك خلال الفترة من 1 ذو القعدة وحتى 14 ذو الحجة. وتسري هذه الغرامة ليس فقط على من يسعى لأداء مناسك الحج بدون تصريح، بل تشمل أيضًا أي شخص يتواجد في منطقة المشاعر المقدسة خلال هذه الفترة دون تصريح، بغض النظر عن نواياه.

هذا الأمر يعكس بوضوح حرص المملكة على تطبيق الأنظمة بدقة خلال موسم الحج، من أجل ضمان أمن وسلامة الحجاج.

إبعاد المخالفين وترحيلهم

إلى جانب الغرامات المالية، أعلنت الوزارة عن إجراءات صارمة أخرى تتضمن الترحيل والمنع من دخول المملكة لمدة 10 سنوات لأي شخص يخالف أنظمة الحج ويتسلل إلى المشاعر المقدسة بدون تصريح رسمي، مع التركيز على المقيمين والزائرين. وتشمل العقوبات أيضًا أي شخص يثبت تورطه في:

  • المساعدة في دخول الحجاج غير النظاميين.
  • تمكين الزائرين أو المقيمين من البقاء داخل المشاعر بشكل غير قانوني.
  • الإخلال بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بتنظيم الحج بأي شكل من الأشكال.

تأتي هذه الإجراءات كجزء من خطة أمنية محكمة تُنفذها الجهات الأمنية بتنظيم كامل، لضمان عدم حدوث تجاوزات قد تؤثر سلبًا على سير المواسم أو راحة الحجاج النظاميين.

رسالة حازمة ضد التحايل على الأنظمة

تعكس هذه التوضيحات الرسمية من وزارة الداخلية رسالة واضحة: المملكة مصممة على مواجهة أي ممارسات تهدد النظام العام خلال موسم الحج أو تحاول استغلال الثغرات القانونية. فالحج فريضة عظيمة تتطلب نظامًا دقيقًا وانضباطًا، وأي مساس بهذا النظام يُعد إخلالًا بأمن الحجيج.

تؤكد المملكة في كل موسم أنها مستمرة في تطوير نظمها الأمنية والتنظيمية لخدمة الحجاج، ومنع أي سلوك قد يعكر صفو الشعائر، عبر تعزيز الرقابة، تطبيق العقوبات الرادعة، وتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية الالتزام بأنظمة الحج.

نحو حج آمن ومنظم

تشكل هذه الحملة التنظيمية جزءًا من جهود المملكة المستمرة لتحسين الخدمات المقدمة للحجاج وضمان أداء المناسك في جو من السكينة والنظام. تؤكد هذه الإجراءات أن المملكة لن تتسامح مع أي محاولة للتحايل أو إخلال بالقوانين، فسلامة ضيوف الرحمن وتيسير مناسكهم مسؤولية وطنية كبرى تتشارك فيها جميع أجهزة الدولة.

في ظل هذه الجهود المتكاملة، يتجلى التزام المملكة بمكانتها كحاضنة للحرمين الشريفين، وحرصها على أن يبقى موسم الحج نموذجًا عالميًا للنظام الروحي والأمني والخدمي.