انخفاض الإنتاج الصناعي والمبيعات في كوريا الجنوبية
أظهرت البيانات الحديثة الصادرة عن هيئة الإحصاء الكورية تراجعًا في كل من الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة والاستثمار في المرافق خلال شهر أبريل الماضي، مقارنةً بشهر مارس السابق. وقد أشارت وكالة الأنباء الكورية “يونهاب” إلى أن الإنتاج الصناعي قد شهد انخفاضاً بنسبة 0.8%، بينما تراجعت مبيعات التجزئة، التي تعد مقياسًا للإنفاق الخاص، بنسبة 0.9%. كما أظهر الاستثمار في المرافق انخفاضًا بلغ 0.4% مقارنةً بالشهر السابق.
تراجع المؤشرات الاقتصادية الرئيسية
يعد هذا الانخفاض في المؤشرات الاقتصادية الثلاثة هو الأول منذ يناير والثاني منذ أكتوبر من العام الماضي، مما يعكس تحديات اقتصادية تواجهها البلاد. يعود تراجع الإنتاج الصناعي بشكل رئيسي إلى انكماش في قطاع التصنيع، الذي يُعتبر أساس الاقتصاد الكوري، حيث سجل القطاع انخفاضًا بنحو 0.9% على أساس شهري.
تشهد كوريا الجنوبية تحولا اقتصاديًا كبيرًا، فقد بدأت كاقتصاد زراعي في الستينيات من القرن الماضي ثم تطورت لتصبح واحدة من أكبر 14 اقتصادًا عالميًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، والذي بلغ 1.71 تريليون دولار في عام 2023، مع نمو بنسبة 2.32% مقارنة بالعام السابق.
شهدت كوريا الجنوبية تحولًا جذريًا في هيكل اقتصادها، حيث انطلقت في البداية بالتركيز على المنسوجات والتصنيع الخفيف، قبل أن تتوجه نحو الصناعات الثقيلة مثل الصلب والمواد الكيميائية. كما تبنت البلاد قطاعات التكنولوجيا العالية، بما في ذلك صناعة السيارات والإلكترونيات، ما ساهم في تعزيز مكانتها الاقتصادية.
اليوم، تحتل كوريا الجنوبية المرتبة 14 بين أكبر اقتصادات العالم، بعد أن اعتمدت الحكومة استراتيجية اقتصادية تسهم في نمو الإنتاج المحلي الحقيقي. على الرغم من التحديات الراهنة، تبقى كوريا الجنوبية نموذجًا ملهمًا للتحولات الاقتصادية والقدرة على التكيف مع المستجدات العالمية.
تعليقات