كما أشارت الحركة إلى أن ما يُعرف بـ”مواقع التوزيع الآمن”، التي تُقيم في مناطق عازلة، ليست سوى نموذج قسري لما يسمى “الممرات الإنسانية” التي تُستخدم لإهانة المتضررين وتحويل المعونة إلى أداة للابتزاز، ضمن مخطط منهجي للتجويع والإخضاع، في ظل استمرار منع إدخال المساعدات عبر المعابر الرسمية، مما يُعتبر انتهاكًا صريحًا للشرعية الدولية. ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لوقف هذا المخطط الخطير، والضغط على الاحتلال لفتح المعابر وتمكين إدخال المساعدات عبر الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية المعتمدة دولياً.
يذكر أن الشركة الأميركية “مؤسسة غزة الإنسانية” فقدت السيطرة على مركز توزيع المساعدات في رفح جنوبي القطاع بعدما تجمعت حشود من المواطنين في الموقع في أول أيام تشغيله. وقد استدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي مروحيات لإجلاء المسلحين التابعين للشركة الذين فروا من المكان. جاء افتتاح هذا المركز ضمن خطة أميركية إسرائيلية للسيطرة على توزيع المساعدات، والتي قوبلت برفض من الأمم المتحدة والعديد من المؤسسات الدولية، نظرًا لما تسببه من دفع السكان للنزوح وتعريضهم للخطر، وجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية.
تستمر المنظمات الأممية في قطاع غزة بالمطالبة باستئناف توزيع المساعدات بصورة واسعة عبر الأنظمة الإنسانية القائمة التي خدمت المجتمع منذ سنوات ضمن أطر قانونية وإنسانية. ومنذ الثاني من آذار/مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية، مما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية. بدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 177 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
حماس: الاحتلال حول الإغاثة إلى سلاح ضد المدنيين وأداة ابتزاز
في ظل هذه الأوضاع الصعبة، تؤكد حماس على أن الاحتلال استغل الإغاثة الإنسانية كوسيلة للضغط على المدنيين، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً وخطورة. تشدد الحركة على ضرورة العمل الدولي العاجل لإنهاء هذا المنطق الذي ينافي حقوق الإنسان. تأتي هذه التطورات في وقت يتجدد فيه الأمل في الوصول إلى حلول إنسانية تراعي كرامة المواطنين وحقوقهم الأساسية.
أداة ضغط ضد المدنيين
تثبت الأحداث اليومية أن الاحتلال قد جعل من الإغاثة أداة ضغط ضد المدنيين، مؤكداً على الحاجة الملحة للتحرك الدولي لوقف هذا الأسلوب الذي يهدد حياة الأبرياء. من الضروري دعم الجهود الدولية لاستئناف المساعدات الإنسانية وفق المعايير المعتمدة، بعيداً عن الأجندات السياسية والعسكرية التي تعيق تقدم الوضع الإنساني في قطاع غزة.
تعليقات