صور عالية الدقة للشمس تظهر تفاصيل البقع الشمسية
تقدم الصور الجديدة لسطح الشمس رؤية غير مسبوقة للبقع الشمسية والنشاط الشمسي، حيث طور معهد لايبنيز للفيزياء الفلكية في بوتسدام (AIP) نظام كاميرا جديد عالي الدقة لتلسكوب برج الفراغ (VTT)، الموجود في مرصد تيدى في تينيريفى، والذي يعيد بناء صور للشمس بدقة 8k لأول مرة. تعتبر هذه الصور إنجازًا كبيرًا في مجال رصد الشمس، حيث يسهم النظام في فهم الظواهر الشمسية بشكل أفضل.
لقطات متقدمة للشمس
وفقًا لموقع “space”، تواجه عمليات رصد الشمس عمومًا توازنًا بين مجال الرؤية ودقة الصورة. في حين توفر التلسكوبات الشمسية الكبيرة صورًا عالية الجودة، إلا أنها تغطي مناطق محدودة، بينما تكون الأجهزة الأصغر قادرة على رصد القرص الشمسي بأكمله، لكنها تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة. إلا أن تلسكوب VTT يوفر مجال رؤية واسعًا ودقة مكانية عالية، مما يُعزز من قدراته عند دمج نظام الكاميرا الجديد، مما يتيح إجراء دراسات شاملة للمناطق الشمسية النشطة.
صرح رولف شليشنماير، العالم في معهد فيزياء الشمس (KIS) بفرايبورج، والمشغل لـ VTT، قائلاً: “من الضروري لفهم النشاط الشمسي بشكل أفضل، تحليل العمليات الأساسية للبنية الدقيقة والتطور طويل الأمد للنشاط العالمي، بالإضافة إلى دراسة التطور الزمني للمجال المغناطيسي في المناطق النشطة”.
يستخدم نظام الكاميرا الجديد تقنيات مختصة لاستعادة الصور، حيث يجمع 100 صورة بتعريض قصير، كل منها بدقة 8000 × 6000 بكسل، ملتقطة بمعدل 25 إطارًا في الثانية. وبهذا، تُنتج صور مُعاد بناؤها بدقة 8k، مما يُخفف بشكل فعال من الاضطرابات الناتجة عن الغلاف الجوي للأرض.
تتيح هذه الدقة للمشاهدين رصد العمليات الشمسية الديناميكية خلال فترات قصيرة تصل إلى 20 ثانية. بهذه التقنية الجديدة، استطاع الباحثون التقاط صور عالية الدقة تغطي مناطق تصل إلى 124,274 ميلاً (200,000 كيلومتر)، وهو ما يعادل تقريباً سُبع قطر الشمس. إن هذه الابتكارات تمثل قفزة نوعية في دراسة الشمس، مما يفتح آفاقًا غير مسبوقة لفهم الطاقة الشمسية وأثرها على الأرض.
تعليقات