قصة إبراهيم الكرداني: من اليأس إلى الحياة
بين الميكروفون والمعطف الأبيض، نجد حكاية شخصية فريدة، إذ اختار الإعلامي والطبيب إبراهيم الكرداني أن يعيش حياته بأسلوب خاص يتناسب مع شخصيته، التي تجمع بين المهنية والإنسانية. استقبلنا إبراهيم في منزله في حي الزمالك في لقاء تميز بجو من الصدق والتجربة الحياتية.
كان الحوار أكثر من مجرد حديث مهني؛ فقد انتقل من عالم الميكروفون إلى عوالم مختلفة من الحياة، متناولاً مشاعر الوحدة وصراع الشغف.
من هو إبراهيم بدون ألقاب؟
عندما سألناه عن هويته بدون ألقاب، أجاب بابتسامة بسيطة: “أنا إنسان فقط، يسعى لأن يكون قريبًا من الله، وأؤمن أن مساعي أن أكون طيبًا مع الآخرين ليست سهلة، لكنها تستحق. إن الحياة رحلة تتطلب منا السعي نحو الأفضل.”
وعن الصراع بين كونه طبيبًا وإعلاميًا، تحدث إبراهيم عن نشأته في بيئة فنية حيث أسس فرقة مسرحية في المدرسة الثانوية، برغم أن والده كان يأمل منه أن يسير على خطاه الطبية. بعد سفره إلى الولايات المتحدة، عاد إلى مصر ليجد والده قد أنهى إجراءات التحاقه بكلية الطب، ليبدأ رحلة وفاء لوالده.
لكن إبراهيم لم يجد الشغف في الطب منذ البداية، بل كان احساسه بالوفاء هو ما دفعه للاستمرار. مع الوقت، أحب تلك المهنة النبيلة التي تستدعي تقديم خدمة للناس.
تحدث إبراهيم عن شعوره حين وقف أمام الميكروفون لأول مرة، مشيرًا إلى كون تلك اللحظة مليئة بالتوتر، لكنه اعتبر الإذاعة مدرسته الأولى التي تمنحه خبرة حقيقية في العمل. وأوضح أن إجادته للغة الإنجليزية كانت مفتاحه لفرص العمل كإعلامي.
استعرض الكرداني لحظات تحوله العميقة، لاسيما فقدانه والداه وتجاربه الشخصية القاسية، مما دفعه إلى إعادة بناء نفسه وبدء مرحلة جديدة من حياته.
النجاح في عالم الإعلام والتحديات الشخصية
تحدث عن انفصاله وكيف أثر على أسلوب حياته، وأكد أنه رغم الألم، إلا أنه كان دافعًا له لتحقيق المزيد من النجاح. وأضاف أن الشهرة لم تعوضه عن فقدانه بل كانت بمثابة جسر للعودة إلى التواصل مع الناس في وقت كانوا فيه بعيدين عنه.
وعن تصوره لنجاحه، أقر إبراهيم بتواضعه ومخاوفه من الفشل، لكنه يسعى دائمًا لتقديم ما يستحق التقدير. كما أشار إلى أهمية العطاء ومساعدة الآخرين في تحقيق الأمل.
وفي حديثه عن الفقد، تطرق إلى تجاربه الشخصية وتأثيرها عليه، مؤكداً أن فقدان الأحبة يشكل تحديًا حقيقيًا، ولكنه يلهمنا إلى تقدير اللحظات والأشخاص في حياتنا، محاولاً إدماج الإنسان في منظومة العمل الإنساني.
وفي النهاية، ترك لنا رسالة تتلخص في أهمية الحب والعطاء، مؤكداً بأن الحياة تبدأ من قراراتنا وطاقتنا الإيجابية.
تعليقات