رئيس وزراء كوت ديفوار يلتقي بوفد اتحاد الصناعات المصرية لتعزيز التعاون الاقتصادي

استقبل رئيس وزراء كوت ديفوار، السيد روبرت جومبي، وفدًا من اتحاد الصناعات المصرية، برئاسة الدكتور شريف الجبلي، في لقاء رسمي يعكس التزام البلدين بتعزيز العلاقات الاقتصادية. كانت الزيارة جزءًا من جهود مستمرة لبناء شراكات إستراتيجية، حيث ركز الوفد على مناقشة فرص التعاون في مجالات متعددة مثل الطب، الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، مع التركيز على مشاريع تحتاج إلى الخبرات المصرية.

تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وكوت ديفوار

في هذا اللقاء، أكد رئيس الوزراء الإيفواري على أهمية تعميق الروابط الاقتصادية بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات السياسية القوية يجب أن تترجم إلى تعاون تجاري أكبر. تحدث عن ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري وزيارات المستثمرين المصريين، معتبرًا أن هذا النهج سيساهم في تحقيق نقلة نوعية في الشراكة المشتركة. من جانب آخر، عبر الدكتور شريف الجبلي عن سعادة مصر باللقاء، مؤكدًا على استعداد البلاد لمشاركة خبراتها في قطاعات رئيسية مثل الإنشاءات، الأمن السيبراني، والاستثمارات الزراعية. كما أبرز اهتمام مصر بمشاريع محددة، بما في ذلك خط السكك الحديدية الذي يربط بين أبيدجان والعاصمة الإدارية الجديدة، وإنشاء نفق لربط ميناء أبيدجان بالتوسعات المستقبلية، مستندًا إلى تجارب ناجحة في هذه المجالات.

بالإضافة إلى ذلك، شدد الجبلي على أهمية تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية، خاصة من خلال مبادرة GTI، لتسهيل حركة التبادل التجاري وزيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق الإيفوارية. هذا اللقاء لم يقتصر على المناقشات النظرية، بل شهد خطوات عملية، حيث أعلن رئيس الوزراء الإيفواري عن تشكيل لجنة عليا برئاسة مجلس الوزراء، بالتنسيق مع السفير المصري شريف سيف، لمتابعة نتائج الزيارة ومناقشة الفرص في مجالات متنوعة. هذه اللجنة ستعمل على ضمان الاستمرارية في التعاون، مما يفتح آفاقًا جديدة للشراكة، خاصة في تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يخدم مصالح الجانبين.

شارك في الوفد المصري أعضاء من غرفة الصناعات الكيماوية مثل أحمد سر وسوسن رشاد، إلى جانب أحمد خضر من غرفة الصناعات الهندسية، والدكتور أحمد الغيطي وخالد سعيد من غرفة صناعة الأدوية. كما حضر وائل يوسف وشريف حجازي من غرفة الصناعات الهندسية، وعبد السميع فريد من غرفة الصناعات النسيجية، والمهندس وليد حفناوي والمهندس إسماعيل عطوان من غرفة صناعة مواد البناء. أما أعضاء غرفة صناعة البرمجيات، فشملوا محمد مجدي إبراهيم ومحمد سمير، بينما مثلت غرفة الصناعات الغذائية أحمد صبحي وشيماء فتحي ونعمان بكري وحسن القوير.

لفت النظر أيضًا مشاركة هيئات اقتصادية أخرى، مثل هيئة الاستثمار التي مثلها أحمد بديوي، بالإضافة إلى سارة عبد اللطيف من التمثيل التجاري، وفاضل يعقوب والمهندس طارق خطاب والمهندسة سيلفيا إيميل من غرفة الصناعات الهندسية. هذه الزيارة تبرز الالتزام المشترك بتعزيز الروابط الاقتصادية، حيث يمكن لهذه الجهود أن تؤدي إلى نمو مستدام وفرص استثمارية جديدة، مما يعزز من دور كوت ديفوار كشريك إستراتيجي لمصر في المنطقة الإفريقية. بمثل هذه الاجتماعات، يصبح التعاون الثنائي أكثر تماسكًا، مما يدعم أهداف التنمية الشاملة والتجارة الحرة على المستوى القاري.

شراكة تجارية مستدامة بين البلدين

بناءً على نتائج اللقاء، أكد الجانبان على أهمية المتابعة المباشرة للفرص المناقشة، مع التركيز على مشاريع البنية الأساسية والاستثمارات الزراعية والصناعية. هذه الشراكة ليس مجرد اتفاقيات، بل خطوات عملية نحو تحقيق الاستدامة الاقتصادية، حيث يمكن لمصر أن تقدم خبراتها في تحسين الإنتاجية، بينما تستفيد كوت ديفوار من الدعم في تطوير قطاعاتها الناشئة. في الختام، تم التأكيد على أن هذه الجهود ستعزز التبادل التجاري، مما يفتح أبوابًا للتعاون المستقبلي في مجالات أخرى مثل الطاقة المتجددة والتعليم، لتحقيق رؤية مشتركة لبناء اقتصاد إفريقي أقوى.