في ظل التصعيد العسكري المستمر، يواجه سكان غزة أزمة إنسانية متفاقمة، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن سقوط ضحايا جدد وسط تدمير واسع. الدفاع المدني في القطاع أعلن عن مقتل 79 فلسطينياً خلال الساعات الـ24 الماضية، مع استهداف شقق سكنية وخيام نازحين في مناطق متعددة، مما يعكس عمق الأزمة الإنسانية.
الحرب على غزة تتفاقم
شهدت المناطق الجنوبية مثل خان يونس غارات جوية قاسية أدت إلى وقوع إصابات ووفيات بين المدنيين، في حين تعرضت بلدة جباليا وغرب مخيم النصيرات لقصف مكثف استهدف منازل النازحين. شهود عيان أكدوا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت هجمات مباشرة على إحدى الشقق السكنية، مما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة. في السياق نفسه، تواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها مناطق مكتظة بالسكان، مثل حي الصفطاوي وتل الزعتر، بالإضافة إلى محيط مستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة شمال القطاع. هذا الحصار المفروض على هذه المنشآت الطبية لليوم الرابع على التوالي يمنع العاملين والمصابين من الحصول على الرعاية الطبية الضرورية، مما يفاقم الأزمة الصحية.
التصعيد في القطاع الفلسطيني
وسع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في المناطق الشمالية، مع مطالبة سكان منطقة الصفطاوي بالإخلاء الفوري كخطوة أولى نحو إنشاء محور عسكري جديد مشابه لـ”محور موراج” في الجنوب. هذه التحركات تأتي في سياق الحرب المستمرة منذ شهر مارس، حيث تهدف إسرائيل إلى فرض الضغط على حركة حماس للحصول على تنازلات في المفاوضات، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. كشف مسؤولون إسرائيليون عن خطط للسيطرة على معظم مناطق غزة دون الانسحاب، مما يعني استمرار التوتر والصراع.
في الجانب الإنساني، سمح الجيش الإسرائيلي بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، لكن هذا الكم غير كافٍ لمواجهة الاحتياجات الملحة. النداءات الدولية تتزايد لفتح المعابر بشكل كامل، إذ يعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الأساسية مثل الطعام والدواء والوقود. هذه السياسات تضيف إلى معاناة الملايين من النازحين، الذين يعيشون في ظروف قاسية وسط الدمار الواسع والخسائر البشرية.
بشكل عام، تشهد غزة حالة من الاستقطاب العسكري والإنساني، حيث تتواصل الغارات دون انفراج مرئي. الآلاف أصبحوا مشردين، والمباني المدنية تدمر يوميًا، مما يجعل الحياة في القطاع غير محتملة. رغم الجهود الدبلوماسية، فإن الوضع يبدو متدهورًا، مع تأثيرات طويلة الأمد على السكان. هذه الديناميكيات تجعل من الصعب التنبؤ بالمستقبل، لكن الاحتياجات الإنسانية تظل أولوية في وجه التحديات العسكرية.
تعليقات